صرخ عمر بغضب أنا أكره الحروف صفع الباب وغطس في فاشة مخبأ وجهه في مخدته ، فقد كان يومًا صعبًا فلم يفلح في امتحان الإملاء ، على الرغم من دراسته طيلة الليلة السابقة وظل عمر يبكي طيلة المساء متمنيًا أن تختفي الحروف حتى نام .وفي صباح اليوم التالي استيقظ عمر وغسل وجهه وتوجه إلى المطبخ حتى يتناول فطوره وعندما لاحظ أمه تنظر إلى الخزانة بحيرة ، فبدأ بتناول فطوره إلا أن طعم البيض كان غريبًا فقال ما هذا يا أمي فقالت لا أدري يا حبيبي يبدو أن الحروف اختفت ويبدو أني لم استطع أن أميز بين السكر والملح وهز عمر رأسه مستغربًا وانطلق إلى المدرسة .وفي المدرسة كان الأمر غريبًا لم يستطع أي من المدرسين كتابة حتى حرف واحد مهما حاول كل منهم بينما عمر جالس بملل أحسن أنه بحاجة لاستخدام الحمام ركض عمر إلى الحمام إلا أن كل الأبواب كانت تشبه بعضها البعض ، ركض في ممرات المدرسة محاولًا فتح الباب بعد الأخر إلا أنه لم يجد الحمام في الوقت المناسب وبال على نفسه يا له من يوم سيئ .فكر عمر في نفسه كان اليوم ممل فقد جلسنا في الصف طيلة اليوم دون أن نفعل شيئًا والآن هذا مشى عمر إلى المنزل وهو يشعر بالتعاسة إذ لم يستطع استقلال أية حافلة حيث وقفت جميعها دون حركة من غياب الحروف عن اللافتات .وعندما وصل عمر إلى المنزل ركض لكي يلعب ألعاب الفيديو إلا أن أمله خاب مرة أخرى فهو لم يستطع أن يفهم ما يدور في اللعبة أو حتى إتباع التعليمات فقد اختفت الحروف ، وركض عمر إلى غرفته محبطًا وغطس في فراشه مخبأ وجهه في مخدته كما فعل في الليلة السابقة بعد عدة دقائق أحس بيد أمه توقظه وقالت عمر عمر يبدو بأنك كنت تحلم يا حبيبي .رفع عمر رأسه فوجد نفسه ما زال يرتدي ثياب المدرسة وورقة الامتحان مازالت في يده فقد كان كل هذا حلما ومن يومها عزم عمر على أن يبذل جهدًا أكبر في القراءة والكتابة فالحروف ليس لها ذنب فيما حدث له ..