قصة الهر الصغير والفأر المحتال

---

كان يا ما كان ، في قديم الزمان ، في سالف العصر والأوان ، يحكى أن قطًا عاش في أحد المنازل ، يحرس مطبخه من غارات الفئران المتكررة ، التي كانت تسعى لسرقة المؤنة من جبن ولحم وخبز وغيرها .مرض القط وعرض ابنه المساعدة عليه :
وفي يوم من الأيام أصيب القط بنزلة برد ، جعلته غير قادر على حراسة المطبخ على أحسن وجه ، وكان للقط هرا صغيرًا ، كان شجاعا ويحب أن يساعد أباه  ، فجاءه قائلًا : دعني يا أبي أنوبك اليوم في حراسة المطبخ حتى تتعافى ، فأجابه والِدُه قائلاً : إن الحراسة تحتاج إلى القوة والانتباه ، وأيضا إلى الدهاء ، وأنت يا عزيزي لا تزال صغيرًا .إصرار الهر الصغير على مساعدة أبيه :
فأصرّ الهر الصغير وقال : أنا قوي كفاية حتى أتغلب على فئران صغيرة ، أرجوك دعني أنوبك في هذه الليلة ، فلما رأى الأب إصرار ابنه وقوة إرادَتِه ، وافق على عرضه ، وتركه يحرس المطبخ في تلك الليلة .خطة الفأر الخبيثة للسرقة :
علم أحد الفئران بمرض القط ، كما علم أيضا أن هرًا صغيرًا عديم الخبرة سينوبه، فقام بإعداد خطة حتى ينهب المطبخ .. وفي الليل وبينما كان الهر الصغير يمشي ويجيء في المطبخ يحرسه ركنًا ركنًا ، جاءه الفأر قائلًا : أيها الهر ، أيها الهر ، انتظر لا تهاجمني ، اسمع مني أولًا .الهر الصغير والفأر المحتال :
فقال الهر متعجبًا من موقف الفأر : حسن ما الذي تريده مني ؟ تكلّم ؟ قال الفأر :  أنا فأر شريف ، طردتني بقية الفئران بسبب معارضتي لأعمال سرقة الطعام التي تقوم بها ، وقد جئتك اليوم ، حتى أعرض عليك صداقتي ، صدّق الهر الساذج كلام الفأر ، وأشفق عليه فوافق على الفور وأصبح صديقا له ، ثم قال له : بما أنك لا تملك بيتا يأويك ، يمكنك العيش في المطبخ ، كما أنك ستساعدني في حراسته من اللصوص ، وافق الفأر بسرعة قبل أن يغير الهر رأيه وقال له : نعم نعم أنا موافق .الفأر المحتال والقط الأب :
وهكذا استطاع الفأر أن يصل إلى المؤنة بمعونة حارسها الذي منحه ثقته ، ولكن من حسن الحظّ  ، كان القط الأب يراقب ما يحدث عن كَثَب ، الذي فهم بفضل خبرته خطة الفأر الخبيثة ، فدخل عليهما وقال : السلام عليكما ، من هذا الذي برفقتك يا بني ؟ فأجاب الهر الصغير : إنه صديقي يا أبي ، وهو سيقيم عندنا لأن عائلته قامت بطرده بسبب معارضته لأعمال السرقة التي تقوم بها ، قال القط الأب : قلت إذا .. هو يعارض أعمال السرقة .الهر الصغير يتعلم درسًا جديدًا :
ولكن الفأر الجبان أصبح يرتجف ، عندما رأى الأب ، فهو يعلم أن خدعته لن تنطلي على قط ذو خبرة مثلِه ، فقال الفأر وهو يجري هاربًا : سامحني أيها القط ، لم أكن أعلم أن الهر هو ابنك ، فاكتشف الهر الصغير نيّة الفأر في نهب المطبخ عندما رآه يلوذ بالفرار ، وتعلّم أن لا يعطي ثقته للغرباء بسرعة ، وأن يتحقق من أمرهم أولًا .