أثناء الحملة الفرنسية على مصر توقفت قوات الجنرال ديزي في قرية صغيرة تسمى الفقاعي بمركز ببا محافظة بني سويف انتظارًا لوصول مد المدفعية لاستكمال غزو الصعيد وذات ليلة حدث أن لفت نظر ديزي اختفاء كمية أسلحة من المعسكر وقد تكرر الأمر في الليلة التالية ولهذا شدد الحراسة والمراقبة في المعسكر .وقد أتت المراقبة بثمارها فقد لاحظ جندي فرنسي وجود صبي يدعى عبدالستار أدم وعمره اثنا عشر عامًا يتسلل إلى المعسكر ليلًا لجمع ما يستطيع حمله من البنادق حتى يقدمها إلى المقاومة الشعبية وفي إحدى المرات طارده هذا الجندي حتى أصابه بالسيف في ذراعه وأسره .وفور علم القائد بالأمر استدعى الصبي وسأله لما تسرق أسلحة الجيش الفرنسي فرد الصبي البطل لأنها أسلحة أعدائي وأعداء بلادي وعند سؤال القائد الصبي عن الشخص يحرضه فأجاب الصبي ألهمني الله عزوجل أن أفعل ما فعلت فقال له هل تعرف أن عقوبتك هي الشنق فقال الصبي للجنرال الفرنسي هذا رأسي أقطعه إن شئت فأراد القائد أن يختبر شجاعة الصبي فأمر بإعدامه وهنا ظهر معدن الصبي البطل فلم يبكي ولم يصرخ ولم يطلب العفو ولكنه رفع رأسه إلى السماء وتمتم ببعض آيات من القرآن الكريم وهنا أعجب القائد بموقف الصبي وصلابته واستبدل حكم الإعدام بالجلد ثلاثين جلده .فتحمل الصبي البطل عبدالستار ولم يتأوه وبعد انتهاء العقاب قال الجنرال الفرنسي له يا بني سأكتب في تقرير اليوم أنني قابلت أشجع ولد في الصعيد بل أشجع ولد في العالم كله وقد عرض المؤرخ الفرنسي فرندليون وهو أحد الشهود على الواقعة أن يتبنى عبدالستار ويكفل له مستقبل سعيد فقال رد البطل ستندم على تربيتي لأنني سأقتلك وأقتل معك من أستطيع من أعداء وطني..