في يوم من الأيام خرج أحد الذئاب يجول الغابة ، طولاً وعرضًا ، بحثًا عن فريسة يسد بها رمقه ، وبينما هو على تلك الحال ، شاهد حيوانًا غريبًا يرعى العشب ، فقال في نفسه : ما هذا الحيوان الغريب ، لم أر مثله قط ! انه ضخم الجثة ، وقد يؤذيني ان حاولت افتراسه عليّ أن أتأكد من طباعه ، قبل أن أقدم على أي خطوه .الحيوان الغريب و الذئب :
وبينما هو يفكر ويمعن النظر في الحيوان الغريب ، مرّ أمامه ثعلب ، فخطرت بباله فكرة ؟ لماذا لا آخذ الثعلب ونذهب معًا لنتعرف على الحيوان ! ، فناداه قائلًا : أيها الثعلب تعالى إلى هنا ، فأجاب الثعلب : ما الذي تريده مني أيها الذئب ؟ فقال الذئب : هل ترى ذلك الحيوان الذي يرعى العشب هناك ؟ ، أجاب الثعلب : نعم إني أراه ما به ؟ قال الذئب : هل تعرفه فأنا لم أر مثله من قبل ؟ فقال الثعلب : لا ربما هو من الحيوانات الأليفة التي يربيها الإنسان .الثعلب الماكر والحيوان الغريب :
قال الذئب : ما رأيك لو ذهبت وسألته عن اسمه وتحققت من طباعه ؟ فوافق الثعلب على الفور ، وتوجه نحو الحيوان الغريب ، حتى يتعرف عليه ، ولما وصل إليه قال له : أهلا بك أيها الغريب في غابتنا ، فأجابه الحيوان : شكرا لك أيها الثعلب ، فقال الثعلب : ما اسمك ؟ ففكر الحيوان الغريب قليلاً ثم قال : ان اسمي مكتوب على حافر كعبي الخلفي يجب أن تقرأه بنفسك .الثعلب الماكر وعودته للذئب :
لكن الثعلب الماكر ، شعر أن هناك خطبًا ما وأن هذا الحيوان ليس غبيًا بالمرة ، فقال : شكرًا لك ، ما عدت راغبًا في معرفة اسمك ، ثم عاد الثعلب للذئب ، وقال له : أظن أنه حيوان محدود الذكاء ، وإنه أيضًا ودود ، فقد رحب بي عندما اقتربت منه ، فسأله الذئب : وهل عرفت اسمه؟ أجاب الثعلب : لقد نسيت أن أسأله عنه اذهب واسأله بنفسك ، فتشجع الذئب عندما أخبره الثعلب أن الحيوان غبي وودود .الذئب والحصان :
فذهب الذئب إلى الحيوان الأليف ، وسأله عن اسمه ، فأجابه الحيوان الغريب كما أجاب الثعلب من قبل ، ن اسمي مكتوب على حافر كعب قدمي الخلفي ، يجب أن تقرأه بنفسك .الذئب والثعلب والحصان :
فاقترب الذئب من حافر الحيوان حتى يقرأ اسمه ، فرفسه الحصان رفسة قوية جدا أسقطته مغشيًا عليه ، فالحيوان الأليف لم يكن سوى حصانا ، أما الذئب فنال جزاء مكر الثعلب عليه ، والذي يفوقه ذكاء ، فمن حفر حفرة لأخيه وقع فيها .