لقد أخطأت حينما أهملت واجباتك في الرياضيات هذا ما قاله والد أدم له وقد انعقد حاجباه بغضب وأكملت والدته وانشغلت بمتابعة تلك النجوم التي تبرق في السماء بمنظارك كانت الأم تدق بمقدمة حذائها على الأرض غاضبة وأضافت الجدة وتمضي اليوم تغسل جواربك المائة وتنسقها ، ابتلع أدام ريقه كيف عرف والده بنتيجة الامتحان .قال الأب وهو يصادر لأدام موسوعته لن تقرأ في موسوعة الفضاء بعد الآن حتى ترفع درجاتك وقالت الأم وهي تحمل منظاره ولن تستخدم هذا المنظار أيضًا ، أسرع وخبأ جواربه جميعها قبل أن تخفيها جدته هي الأخرى إنه لا يتحمل أن يقضي أكثر من ساعة بنفس الجوربين وحزن وقال أدام في نفسه سأهرب إلى مكان لا يلومني فيه أحد على منظاري وموسوعتي وأزواج جواربي المائة ولكن إلى أين ؟ثم خطرت لها فكرة راقت له سيهرب إلى الفضاء كيف بمركبة فضائية مركبة تنطلق به بعيدًا عن جاذبية الأرض وتوبيخات البشر ومثل هذه المركبة لا توجد في مرآب ولا توجد في معرض للمركبات مثل هذه المركبة عليه أن يصنعها بنفسه ؟أصبح إلى العلية التي فوق المطبخ وجمع كل ما هو معدني من أطباق وأوان وبراغ وحتى هوائي تلفاز ألصق القطع جميعها بلاصق الورق حتى صارت قوية متينة ، قال في نفسه لكي تفلت من الجاذبية الأرضية علي أن أكسبها سرعة ستين ألف كيلو متر في الثانية لكن كيف إنه يحتاج إلى طاقة كبيرة لكن من أين له بمثل تلك الطاقة بطاريات البيت كلها لن تكفي وخزان الوقود على السطح كله لن يكفي ، فتح أدام نافذته كي يدخل الأكسجين ويساعده على التفكير فوقعت عيناه على السروتين في حديقة بنائه فقال ضاحكًا وجدتها سأصنع مقلاعًا .تذكر المقلاع الذي صنعه بنفسه ذات يوم ليقذف به حصوات صغيرة نحو الناموسات سيصنع من جواربه والسروتين مقلاعًا ضخمًا يرمي مركبته نحو الفضاء ، لم ينتظر طويلًا سحب مركبته نحو الحديقة وباشر بتطبيق خطته عندما انتصف الليل كان كل شيء جاهزًا دفع بمركبته إلى أقصى درجة سمح لها بها حبل الجوارب وجلس فيها ثم أفلت المركبة فانطلقت به نحو الأعالي نحو السماء نحو الغيوم ثم نحو القمر وأخيرًا نحو الفضاء .أكملت المركبة طريقها نحو خط حلزوني من النجوم وكأن الحليب مسكوب فيه لقد قرأ عنه إنه في مجرة درب التبانة بعدما وصل مجرة أم السلاسل لم يشعر بسعادة كتلك التي شعر بها في تلك اللحظة لماذا لم يحلق بمركبة في الفضاء حتى اليوم ولكن بعد لحظات تناقصت سرعة المركبة تناقصت تناقصت حتى توقفت ماذا حدث ؟ بدأت المركبة تهوي إلى الأسفل لقد فقدت طاقتها المركبة صارت تهوي وتهوي إنه يقترب بسرعة جنونية من الأرض سيغمض عينيه حتى لا يشاهد الكارثة وفجأة كرش .وقع وقعة قاسية فتح عينيه فوجد نفسه في أرض غرفته ولحافة تحته لم يكن حوله مركبة ولم يكن السقف مثقوبًا لقد كان يحلم وعاد إلى سريره ربما من الأفضل أن يؤجل رحلته إلى الفضاء كي يجد طريقة يحافظ فيها على طاقة مركبته سيذاكر دروس الرياضيات وسيجد طريقة لذلك حتمًا ..قصة من أدب الطفل للكاتبة أمنية عز الدين .