يُحكى أنه في أحد الأزمنة كان هناك ملك يعيش في إحدى المدن وذات يوم قام الملك بجمع حاشيته ووزرائه ثم قال لهم بفخر وتعالي أنه ملك الملوك وسيد العالم أجمع وأيضًا جميع المخلوقات وأن جميع البشر والحيوانات على السواء خدم له وحده وتحت طاعته ” صفق جميع الحاضرون لكلام الملك ولكن فجأة صدر صوت قوي من بعيد يقول له كلًا أيها الملك المبجل إنك مخطئ في كلامك هذا فجميع البشر خدم لبعضهم البعض .ساد المكان صمت مرعب خوفًا من بطش الملك فصخر الملك غاضبًا متوعدًا وقال الملك من هذا المتمرد الخائن الذي يدعي أني خادم فخرج من بين الحاضرين شيخ كبير نحيل الجسد ذو لحية بيضاء يتوكأ على عصا ثم قال للملك أنا يا سيدي الذي قلت فأنا رجل من عامة الشعب وليس في قريتنا ماء ونكاد نموت من العيش وجئت إليك حتى أطلب منك أن تحفر لنا بئرًا في قريتنا حتى نشرب منه ونرتوي ونسقي أرضانا وحيواناتنا .ولكن الملك ازداد غضب وقال أنت مجرد عجوز متسول أتيت إلي حتى تطلب مني حفر بئر لك ولقريتك وتمتلك الجرأة لتقول بأني خام فرد عليه العجوز مجيبًا بكل ثقة نعم يا سيدي فنحو جميعًا نخدم بعضنا بعضا وحتى أنت يا جلالة الملك المبجل تخدم غيرك أيضًا ، فرد عليه الملك غاضبًا وقال هيا أجبرني أن أخدمك وإن فعلت فسوف أحفر في قريتك ثلاثة أبار وليس بئر واحدًا ، ولكن إن فشلت فسوف أضرب عنقك بحد السيف .فصمت العجوز قليلًا مفكرًا ثم قال من عادتنا في قريتنا أننا حين نقبل التحدي يجب أن نلمس أقدام من نتحداه ولذلك أمسك عصاي أيها الملك المبجل حتى ألمس قدميك وهنا أمسك الملك بعصا العجوز والذي أنحنى ومس قدم الملك ثم وقف للملك وقال شكرا يا مولاي والآن أعطني عصاي فأعاد الملك العصا للعجوز فقال العجوز بحب هل رأيت يا مولاي كيف أمسكت عصاي وأعدتها لي وكيف أننا نخدم بعضنا البعض وهنا ضحك الملك وأمر الوزراء بحفر ثلاثة أبار لهذا الرجل في قريته ..قصة من أدب الأطفال للكاتبة نهى أحمد