مثقلة ذاكرتي ، متعبة بصور كانت فيها قبل أن أولد ، تكرر نفسها في أحلام ليلية متتالية ، أنساها عند بزوغ الشمس ، لا أتذكر فيها إلا أطياف ضبابية وإرهاقًا ، نائمة بذهن أرق ، يفكر ويكتب ، نائمة أتوسد يقظة ، تتحدث وتخطط ، أطارد صورًا غير واضحة المعالم .فوضى وصور متداخلة :
أكتم أنفاسا لا تجيد استنشاق الراحة والسلام ، ذاكرة مضطربة ، تبحث عن ضفة آمنة تشكو لها الكوابيس المنسية ، تأمل أن تجد من يرتب فوضى الصور المتداخلة ، صحيح أنني لا اتذكر تفاصيلها ، لكن احساس اليتم الذي تخلفه داخلي ، ينبئني أنني أمام فقد ليلي اليومي ، يهدد أيامي القادمة بفقد باذخ الفجيعة !!عشق المطر :
لا ينقذني من غرقي إلا المطر ، كم أشتاق إلى نفسي تحت المطر ، كم أحن إلى البلل حتى النخاع ، أغسلني من الشوائب العالقة بي ، وأنا أعبر كل الفصول ، أواعد سرًا حبات المطر تحت جسر البلل ، أتركها تمطرني بسيل من عارم من قبلاتها الباردة ، لم أخبر أحدًا أن ماء المطر ، أفضل قناع تجميلي لقلب شاب خال من القنوط !! لم أخبر أحدا أن كرهي للمظلات ، يعود لعشقي لحمامات طبيعية مجانية ، بجودة تفوق الآيزو .المطر بلسم السعادة :
تلقي عليك بلسم السعادة ، مع ميثاق طوعي للزكام على عدم زيارتك مهما تبللت ! لم تعاتبني يوما والدتي على وصولي المبلل إلى البيت ، أسقى بسخاء كل ما تقع عليه أقدامي التي تنزف ماءًا .. فقط ممنوع تجاوز بهو المنزل إلى غيره ، حتى أمن عاصفة أمي !.عشق المطر رغم الزكام :
السعادة الطفولية المشعة مني ، تحجمها عن قتلها بكلمة عتاب أو خوف ، تعرف تواطؤ الطبيعة معي ، تعرف أن عشقي للمطر يخجله من إصابتي بنزلة برد ، فغالبًا ما أصاب بالزكام وأنا بعد في البيت ، وتحت حماية لباس شتوي !!ذكريات من الماضي مع أمي والمطر :
المؤكد أن والدتي تعرف تمامًا هوسي بكل ما تجود به السماء والأرض ، منذ نعومة عيوني المشبعة بألوان الطبيعة ومزاجاتها .. ذات شتاء تساقط البرد ، بكل براءتي ذات الست سنوات ، أخذت صحنا من المطبخ ، وسارعت خارجا لأتلقفه بكل سعادة ، وأعود به مسرعة إلى البيت ، كي تحتفظ به أمي في قدر الطبخ على أنه حبات من المعجنات !المطر هو دفء وسلام للروح :
لم أكترث لذوبانها ، بحماس طفولي ، أسرع إلى أمي بحمولتي من البرد ، ولها أن تتدبر كيفية الاحتفاظ به ، دائمًا المطر هو دفء وسلام على روحي ، بعد البلل أشع فرحًا وأتوهج ، وتستيقظ شقاوتي لترتوي حد الإشباع ، فأرضي جنوني كي أستمر بتعقل في باقي الفصول .