الإهمال الطبي هو أحد العوامل التي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة للمريض ، وأحيانًا تؤدي إلى الوفاة ، فالرعاية الطبية لابد وأن تكون متوفرة بشكل جيد ومتميز من أجل الحفاظ على حياة المرضى ، وقد تعرض طفل لم يتجاوز عمره العامين للإصابة بغرغرينا في إصبعه نتيجة لذلك الإهمال الطبي داخل إحدى المستشفيات ، وهو ما قد تسبب له في أذي جسدي شديد ، كما عانت أسرته من تأثيرات نفسية شديدة.دخول الطفل إلى المستشفى :
دخل الطفل إلى المستشفى الخاصة بالولادة والأطفال من أجل العلاج من التهاب في الصدر قد تعرض له نتيجة نقص في الأكسجين ، مما جعل أسرته تنتقل به على الفور إلى تلك المستشفى للاطمئنان عليه ، وهناك تم إدخاله إلى غرفة العناية المركزة لمدة تجاوزت الشهر ، حيث كان يعاني من مشاكل صحية خطيرة في التنفس ، وكان يستدعي ذلك الأمر أن يقوم الأطباء بتنويمه لحاجته إلى الأكسجين.إهمال طبي :
لم يسلم ذلك الطفل الصغير من الإهمال الطبي الذي أدى إلى تشويه إصبع الخنصر تمامًا نتيجة لإصابته بالغرغرينا في ذلك الإصبع ، حيث قد لوحظ التآكل التام في اصبعه بعد أن تمت إزالة اللواصق التي كانت على يده ، وقد اتضح فيما بعد أن كادر التمريض قد ترك اللواصق ولم يقم بإزالة الإبرة التي تم وضعها على يد الصغير طوال الفترة التي خضع فيها إلى التنويم بالمستشفى .معاناة الوالدين :
تحدث والد الطفل وهو يشعر بالحزن والأسى على ما حدث لصغيره ، حيث قد أكد أن الإهمال داخل المستشفى قد تسبب في تشوه خطير وشنيع لإصبع ابنه ، وأوضح أنه كان يقوم بزيارته برفقة والدته طوال مدة بقائه داخل العناية المركزة ، وأشار إلى أنهما قد لاحظا وضع أشرطة لاصقة على يد الصغير ، وحينما سألا الممرضة عن سبب وضع تلك الأشرطة ؛ أفادتهما الممرضة بأنها توضع من أجل ألا يقوم الطفل بنزع الإبرة .أكمل الأب حديثه عن ابنه قائلًا أنه قد تم نقله إلى قسم التنويم بعد أن تماثل إلى الشفاء ، وهناك تمت إزالة اللواصق التي كانت موضوعة على يده ، وقد لاحظ الجميع أن إصبع الخنصر قد تآكل كله نتيجة لذلك الإهمال الشديد الذي عانى منه الصغير طوال فترة تواجده بالعناية المركزة .وقد أكد الأب أنه مؤمن بقضاء الله وقدره ، ولكنه أكد أن جميع الأسرة تعرضت لضرر نفسي شديد قبل حدوث أي ضرر جسدي ، وقد طالب بسرعة التحقيق في ذلك الإهمال عن طريق تكوين لجنة عاجلة تحت إشراف وزير الصحة ومدير الصحة ، وذلك من أجل الوصول إلى كل المتسببين في ذلك الأذى الجسدي والنفسي ، وضرورة سرعة محاسبتهم على ما فعلوه بحق الابن الصغير .تحقيقات :
تقوم المديرية العامة الخاصة بالشؤون الصحية بإجراء تحقيقات فيما يُعتقد بأنه كان “خطأ طبي” أدى إلى مضاعفات خطيرة لطفل صغير ، وقد أوضحت الهيئات الصحية أنه قد تم تشكيل مجموعة من اللجان الطبية التي تضم استشاريين من داخل المستشفى ومن الجهات الصحية بالمنطقة من أجل متابعة الحالة الصحية للطفل الذي يعاني من تكرار حالات الالتهاب الرئوي ، مع وجود تأخر حركي وروحي ، كما أنه يعاني من ضعف عضلي عام.وأكدت النتائج الأولية للتحقيق أن الطفل قد تعرض لمضاعفات بإصبع الخنصر بيده اليسرى نتيجة لتثبيت الكانيولا الوريدية في رباط ضاغط على يده ، مما قد تسبب في إصابة جزء من إصبعه بغرغرينا جافة ، وقد أكدت الهيئة الصحية المعنية بالقضية أنه يجري التحقيق في الوقت الحالي مع المتسبب في ذلك الخطأ ، وذلك تبعًا للإجراءات النظامية التي يتم اتباعها في مثل تلك القضايا ، كما أوضحت بأنه سيتم إحالة الملف الخاص بهذه القضية إلى الهيئة الصحية الشرعية في حالة إثبات الخطأ الطبي أو الإهمال في تقديم الخدمات الطبية اللازمة .