حينما تحب الزوجة زوجها تغار عليه وقد تجعل عيشته ضنكًا وتعاسة بسبب تلك الغيرة ، والغيرة أنواع منها ما هو ضروري لإكتمال الحب ، ومنها ما هو مرضي ومفرط يسبب المشاكل ، ولكن ليست كل قصص الغيرة تسير على ذلك المنوال ، فهناك قصة طريفة وقعت مع زوجه تغار على زوجها سردها الشيخ عمر عبد الكافي في واحدٍ من دروسه الرائعة .حيث اجتمع أحد الرجال مع الشيخ ذات مرة في بلد عربي وقال له : يا شيخ كان لدي مشكلة مع زوجتي ولكني استطعت حلها لذا سأخبرك بها ، فقال له الشيخ : هات ما عندك يا رجل فقال الرجل : لقد تزوجت زوجًة مرتبطة جدًا جدًا أبيها وكان بيني وبين المدينة التي يسكن بها الأب 1200 كيلومتر ، ماذا أفعل ؟كانت زوجتي إذا مرض الأب بالشمال مرضت هي بالجنوب، إذا أصابه مكروه بالشمال كدرت على نفسها وعلى نفسي صفو الحياة فقد كانت شديدة التعلق به لدرجة لا يمكن تصورها ، كأنهما توأمان وليس أبًا وابنه مرت الأيام على هذا المنوال حتى جاء يوم ورفع فيه أصهاري سماعة الهاتف واتصلوا بي ليخبروني أن والد زوجتي توفى .نزل الخبر عليّ كالصاعقة كيف سأخبر زوجتي بذلك الأمر الجلل ، فمجرد مرضه فقط يمرضها كيف سأقول لها يا فلانة إن أبوكِ قد مات ! لذا قلت لها يا زوجتي أليس لك رغبة في زيارة بيت أبيكِ ، فتهلل وجهها ورحبت بذلك كثيرًا وفي ظرف خمس دقائق فقط لا غير كانت قد جهزت حقيبتها وجلست بجواري بالسيارة ، وقالت توكل على الله .وبينما نحن في الطريق فكرت أن أخبرها بالأمر ولكني خفت العواقب ، فقلت له : يا أم فلان منذ كم عام ونحت متزوجان ؟ فقلت منذ 27 عامًا ، فقلت لها خلال تلك السنوات هل رأيتِ مني ما يغضبك ؟ وهل رأيتِ مني خطأ ما أو تعدي على الحدود ؟ قالت لا والله بارك الله فيك أنت نعم الرجالفقلت لها : والله أنا أريد أن أنبئك بخبر هام إنني نويت الزواج عليكِ ، فأخذت يا شيخ تبكي وتضرب في مرة وفي السيارة مرة أخرى وفي نفسها مرات ومرات ، وظلت على هذا المنوال طوال أربع ساعات حتى خارت قواها ولم يعد لديها طاقة لتتحدث حتى ، وكنا قد اقتربنا من حينها بلدة أبيها فقلت له بالله عليكِ سأسألك سؤالًا : هل حدث وأن كذبت عليكِ من قبل ؟فقالت الزوجة : لا لم تكذب عليّ أبدًا ، فقلت لها حسنًا اطمئني فأنا لن أتزوج عليكِ ولا شيء كما ذكرت ولكن عندي لك خبرٌ سيٌء ، لقد توفي والدك اليوم فقالت الزوجة : رحمة الله عليه ولكن أخبرني بالله عليك ألن تتزوج عليّ كما قلت ؟