حينما تدق الأحلام أبواب البشر ؛ فلابد من الإيمان بها وتصديقها حتى تتحقق ، لا يوجد شيء مستحيل ؛ بل إن الإرادة تصنع المعجزات وتجعل من أحلام الإنسان حقيقة وواقع ملموس ؛ مما يكون لها بالغ الأثر في تحقيق السعادة والنجاح للإنسان ، ولا تعترف الأحلام بزمن معين ؛ حيث أنها قد تطول ولكنها بالإرادة تتحقق يومًا ما .حلم أم :
كانت تحلم منذ صغرها أن تُكمل دراستها وتدخل الجامعة ؛ غير أن الزواج المبكر قد حال بينها وبين تحقيق ذلك الحلم الذي طالما حلمت به ؛ وخاصةً بعد إنجاب الأطفال وازدياد المسؤولية يومًا بعد يوم ، ولكنها لم تنس حلمها بل ظلت لسنوات طوال ترجو تحقيقه ذات يوم.دفعة إلى الأمام :
مرت السنون والأبناء يكبرون ، ولم تتجاهل الأم الحلم الذي لازال يحيا بداخلها ، كما أنها كان تلقى تشجيعًا من والدتها التي كانت تريد أن ترى ابنتها قد تخرجت من الجامعة ؛ مما دفعها أن تتقدم لإتمام تعليمها في جامعة الملك خالد ، وكانت المفارقة أنها مضت سنوات التعليم بمصاحبة ابنتها التي تدرس بنفس الجامعة ؛ فاندفعت الأم بكل ثقة حتى كادت أن تنهي تعليمها ؛ إلا أن والدتها التي كانت تشجعها دومًا قد وافتها المنية قبل رؤيتها وابنتها متخرجتان من نفس الجامعة .يوم التخرج :
كان يومًا تاريخيًا في حياة الأم وابنتها ؛ حينما جاء اليوم المنشود الذي طالما حلمتا به ، إنه يوم التخرج الذي جمع بين الأم وابنتهما في زي مشترك وصورة مشرفة ، وقد تخرجت الأم بعد أن درست في مجال الاعلام والاتصال ، أما الابنة فقد درست في كلية العلوم الإدارية والمالية بقسم إدارة الأعمال.رأي الأم بعد التخرج :
أعربت الأم عن سعادتها الغامرة بالوصول إلى حلمها الكبير ؛ بعد مرور كل هذه الأعوام ، وأكدت أن السبب وراء عدم إتمام دراستها في السنوات السابقة هو زواجها المبكر وانشغالها بأبنائها وخاصةً أنها سافرت بعد الزواج بعيدًا عن أهلها ، كما أنها أوضحت أنها كانت الأسباب نفسها التي شكلت لها صعوبة أثناء عزمها على إتمام الدراسة ؛ غير أنها استطاعت أخيرًا أن تحقق النجاح الذي طالما انتظرته طويلًا .أشارت الأم المتخرجة أيضًا أن سبب اختيارها للدراسة بقسم الإعلام والاتصال هو إيمانها بمدى الأهمية القصوى للتواصل الفكري داخل المجتمع ، كما تطرقت في الحديث إلى والدتها رحمة الله عليها ؛ ومدى التشجيع الذي تلقته منها قبل وفاتها ؛ وكم كانت تتمنى أن ترى هذا اليوم الذي تخرجت فيه ، ولكنها ماتت خلال العام الماضي قبل التخرج بعام ، واعتبرت الأم تخرجها مع ابنتها في يوم واحد هو فرحة مضاعفة بالنسبة لها .آراء المتابعين :
لقي الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي نسبة مشاهدة عالية ؛ جعلت معظم المتابعين يبدون آرائهم في هذا الحدث ، لقد تحدث الكثيرون عن فرحتهم بمثل هذا الخبر الذي يوضح إصرار الأم على النجاح بعد مرور كل هذه السنوات ، كما تمنوا لها المزيد من التوفيق .كما ظهر الكثيرون الذين أبدوا إعجابهم بصورة الأم وابنتها في زي التخرج ؛ حيث ظهرتا منتقبتين ترتديان معطف التخرج وفوقه طُبع اسم الجامعة ؛ فكان مشهدًا مُشرفًا ومحط إعجاب واهتمام من المتابعين .لقد حققت هذه الأم نجاحًا عظيمًا على المستوى الاجتماعي والتعليمي معًا ؛ حيث أنها أسست أسرة متعلمة ، كما أنها عملت على بناء نفسها من جديد ؛ لتكون بذلك مثالًا للإصرار والعمل الجاد ؛ لتصبح شخصية ناجحة داخل المجتمع .