قصة ياسمين الخالدي والوطن البديل

منذ #قصص اجتماعية

إن أبناء المملكة في كل مكان يثبتون جدارتهم وقدرتهم على النجاح ، ومن هؤلاء ياسمين الخالدي التي شاركت في اوليمبياد لندن عام 2012م كسباحة عظيمة ، ولكن مثلت الفلبين منشأ والدتها حيث كانت تعيش معها هناك ، وتعتبر قصة ياسمين من القصص الملهمة للجميع .حيث أن والدتها سوزان أصبحت بين ليلة وضحاها هي الأب والأم لياسمين وإخوانها بعد أن تركها زوجها في عام 1996م بالفلبين ، بعدها عانت الأم معاناة كبيرة وكثرت الضغوط المادية على العائلة ، ولأن ابنتها ياسمين كان عشقها الأول والأخير هو السباحة ، فقد كانت تتلقى دورات متخصصة في السباحة لتطور من نفسها .ولكن بعد أن تركهم الوالد عانت ياسمين وعائلتها حتى وصلوا لمرحلة العجز المادي ، الذي كاد أن يقضي على حلم ياسمين ، ولكن الله عز وجل أراد لياسمين أن تكمل مشوارها ، فحصلت وهي بسن 7 سنوات على منحة تعليمية كانت تقدم للمتميزين رياضيًا .وهكذا استطاعت ياسمين أن تواصل تدريباتها في المركز التدريبي بالفلبين للمتفوقين رياضيًا ، فلقد كانت هذه المنحة هبة من الله عز وجل لياسمين لكي تحقق حلمها الذي مكنها من الوصول للعالمية ، وكان من الضروري أن تقيم ياسمين إقامة كاملة بعيدًا عن أسرتها كي تستكمل مشوارها الرياضي .وكان هذا صعبًا للغاية على ياسمين وأيضًا على أمها خاصة بعد أن تركهم والدهم وهي بعمر 13 عامًا فقط ، ولكن مركز المتفوقين رياضيًا بالفلبين كان سيوفر كل شيء لكي يساعد الملتحقين به على التفوق الرياضي ، ولأن الأم أرادت أن تحقق ابنتها ياسمين طموحها الرياضي وافقت على إقامتها بالمركز الرياضي واكتفت بزيارتها في الأوقات المحددة لزيارة العائلات .وتركت ياسمين تخوض التجربة وتكتسب التدريب العالي وأيضًا الاعتماد على الذات ، حتى يصبح لديها خبرة كبيرة بحياتها وتستطيع تكوين صداقات جديدة ، وبالفعل تفوقت ياسمين الخالدي وبدأت تحقق أرقام مميزة في كل البطولات المحلية ، التي شاركت بها على مستوى الدولة .وعندما أقيمت البطولة الأوليمبية للشباب بسنغافورة اختيرت ياسمين الخالدي للمشاركة بالأولمبياد ، ولكن تلك المشاركة كانت تشترط تغطية تكاليف الرحلة من خلال المشارك نفسه أو راعي يتكفل بكل شيء من نقل وإعاشة وسكن ومصروفات أخرى ، وهنا أصبحت هناك مشكلة بالنسبة لياسمين كي تحقق حلمها  .وأخذت تفكر كيف ستوفر كل تلك التكاليف الباهظة ، وهنا تدخل القدر مرة أخرى لمساعدتها حيث عرضت عليها إحدى الشركات الرعاية ، وهي شركة procter and gamble التي تعد من أكبر شركات المواد الاستهلاكية الأمريكية بالعالم .فقد وفرت لها الشركة الرعاية عبر حملة تسمى شكرًا لك أمي ، قدمتها الشركة لأبرز 25 أم رياضي في الرياضات المختلفة ، ولأن ياسمين كانت متميزة وقع عليها الاختيار ضمن 25 رياضي على مستوى الدولة ، التي يبلغ عدد سكانها 95 مليون نسمة  .وحققت ياسمين أرقام مميزة في البطولة الاوليمبية وتم ضمها للفريق الاولمبي للفلبين ، وهكذا انضمت للفريق المشارك بأكبر بطولة بالعالم وهي أوليمبياد لندن عام 2012 م ، وكانت تلك اللحظة لسوزان والدة ياسمين من أجمل لحظات حياتها ، حيث قالت عنها : كنت بين الجمهور أشجع ابنتي وهي تحقق حلمها .وكتبت ياسمين يومها على صفحتها تقول : لا تعرف أبدً من سيتأثر بك ! وذلك لأن الكثير في المملكة اهتم بها فهي فتاة سعودية تمثل الفلبين في الاوليمبياد وما زالت بسن 19 عامًا فقط ، تلك الفتاة الصغيرة التي كادت أن تغرق وهي بسن الثالثة من عمرها ، والتي ألحقها والدها محمد الخالدي بمدرسة لتتعلم السباحة ، أصبحت الآن من أمهر السباحين بالعالم ، وحصلت على العديد من الميداليات وحققت أرقامًا قياسية في 50 متر سباحة حرة .وأيضًا في 100 متر سباحة حرة وتفوقت في 100 متر فراشة ، وحققت بأولمبياد لندن في منافسة 100 متر سباحة حرة 57.13 ثانية ، وفي عام 2010م توفي والدها ولكنه عرف بتأهلها للاولمبياد بلندن ، وتعد ياسمين الخالدي من أصغر السباحات اللاتي نجحن في اجتياز التصفيات المشاركة بالأولمبياد ، وأصبحت من وقتها محط اهتمام كل أبناء المملكة وأيضًا الفلبين بلد والدتها .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك