قد تتغير حياة الإنسان بين عشية وضحاها ، حيث أنه قد يواجه بعض النوائب التي لم تكن في الحسبان ، وها هو أحد الشباب الذي تعرض لحادث مروري أدى إلى إصابته بالشلل النصفي ، ولكن مسيرته الحياتية لم تتوقف بل إنه واصل حياته بإصرار حتى تمكن من الحصول على الماجستير ، وأصبح على مشارف الحصول على الدكتوراه .قصة شاب يتعرض لحادث أليم :
كان الشاب أحمد المكرفح الذي يبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عامًا متميزاً في التعليم منذ صغره ، حيث أنه كان متفوقًا جدًا حتى تخرج من كلية المعلمين حاصلًا على المركز الأول ، وقد قام محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بتكريمه بعد التخرج ، وكان المكرفح شابًا طموحًا فقام بالتقديم في أكثر من وظيفة بعد التخرج .ذات يوم علم أنه من الضروري السفر إلى الرياض في مهمة لإنهاء بعض الإجراءات الخاصة بإحدى الوظائف التي تقدم لها ، وبالفعل أسرع الشاب متجهًا إلى الرياض ، غير أن قدره قد سبقه قبل أن يصل ، حيث تعرض إلى حادث أليم وهو في طريقه إلى الرياض ، وعلى الفور تم نقله إلى المستشفى ، وهناك علم بأنه لن يعود كما كان .حينها كان أحمد يبلغ من العمر 22 عامًا ، ولقد تلقى خبر إصابته بالشلل النصفي بصدر رحب ورضا بقضاء الله وقدره ، واستمرت فترة علاجه لمدة عام كامل ، ثم رغب بعد ذلك في إتمام مسيرته التعليمية حيث أنه لم يستسلم لأي يأس ، بل كان يعيش دائمًا بالأمل في مستقبل أفضل .الاجتهاد والمثابرة :
حينما علم والد أحمد برغبته في إتمام تعليمية ؛ رحبّ بقراره وساعده على تحقيق حلمه ، وبالفعل التحق ببرنامج الماجستير في قسم اللغة العربية بجامعة الملك عبد العزيز ، واستمرت جهوده في الدراسة طيلة أربع سنوات حتى استطاع أن يحصل على شهادة الماجستير بتقدير ممتاز بعد جهد كبير وصبر طويل .الحلم الكبير :
أصبح أحمد من المكافحين المتفوقين ، وباتت كل أحلامه هي العمل والدراسة حيث قد أصبح على مشارف الحصول على الدكتوراه ، وبالفعل تقدم أحمد إلى إدارة الجامعة ليعمل بها ، غير أن طلبه تم رفضه ، ولكن أحمد لازال يعيش بالأمل وعلى أمل أن تثمر جهوده ذات يوم .حلم الوالد :
كان والد أحمد دائمًا يسانده ويشجعه في حياته ، فهو كان يعلم جيدًا أن ابنه من المتفوقين ، وأصبحت كل أحلامه لابنه هو أن يحقق ما يتمنى وهو حصوله على الوظيفة التي تناسب شهادته العلمية التي كافح من أجلها كثيرًا ؛ على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها .ولم يتوقف حلم الوالد على العمل والدراسة فقط ، ولكنه يرغب بالطبع في أن يكوّن ابنه أسرة ويتزوج ويعيش حياته كما يتمنى ، فكم بدا أحمد صاحب عزيمة وإرادة طيلة إحدى عشر عامًا وهو على كرسيه المتحرك يجتهد ويحلم ويذاكر دون كلل أو ملل .أمل جديد :
لم ييأس أحمد بعد رفض الجامعة بل إنه يسعى ليصل إلى هدفه ، وظلّ صامدًا وقويًا حتى رفع قضيته إلى كبار المسئولين ، وقد انفتح له أمل جديد حينما علم أن أعاقته ليست السبب وراء الرفض ، بل إن هناك أولويات للدرجات العلمية ، ومازال أحمد يعيش على أمل أن يتم تحقيق حلمه ذات يوم وأن يأتي دوره في الحصول على وظيفته المناسبة .ضرب أحمد مثالًا طيبًا للشاب المكافح الذي تحدى الإعاقة ولم تتوقف حياته بسببها ، بل إنه سعى إلى النجاح ولازال يسعى دون أن يمل أو يصاب باليأس ، وحتمًا بإذن الله تعالى سيصل إلى تحقيق أحلامه لأنه لا يتوقف عن السعي ولا يشعر باليأس مهما كانت الظروف الصعبة التي تحيطه .