فرحة إحدى القصص القصيرة التي ألفها الكاتب الروسي العبقري أنطون تشيخوف ليوثق فيها الحالة الثقافية والاجتماعية المتردية للشعب الروسي في تلك الفترة ، فهي تحكي عن السعادة الغامرة التي أصابت موظف روسي إثر ذكر اسمه بإحد الجرائد بعد أن تعرض لحادث سير بسيط وهو في حالة سُكر .نبذة عن الكاتب :
الكاتب الروسي أنطون بافلوفيتش تشيخوف (Anton Pavlovich Chekhov) ولد عام 1860م ، وحين كبر التحق بكلية الطب لكنه واظب على الكتابة في الصحف والمجلات وألف المئات من القصص القصيرة التي تتضمن نقدًا لاذع لحال المجتع الروسي في تلك الفترة التي عاش فيها تشيخوف ، كما ألف الكثير من المسرحيات والروايات الطويلة .أحداث القصة :
دخل الموظف ميتيا كولداروف إلى منزل والديه مندفعًا بعد منتصف الليل ، بعد أن آوى والديه وأخوته الطلاب إلى النوم ، كما أن أخته كان قد أوشكت على النوم بعد أن وصلت لآخر صفحة في الكتاب الذي تقرأه .راح ميتيا يدخل في جميع الغرف فاستيقظ والداه وقال والده بدهشه : ماذا حدث من أين أتيت ؟! ، فقال ميتيا لن تصدق غير معقول ! لا يمكن أن تتخيلوا ما حدث ، وألقى نفسه على الأريكة وهو يقهقه .استيقظ أخوة كولداروف وسأله الجميع عن سر انفعاله ولونه الشاحب ، فقال لهم هذا بسبب الفرحة لقد أصبحت مشهورًا معروفًا في روسيا كلها من قبل لم يكن أحد يعرف من أنا سواكم أما الآن فأنا معروف من الجميع ، أمي ! يا إلهي!وأخذ ميتيا يقفز في الغرفة ثم عاد إلى الأريكة ، قالت الأم : ولكن ماذا حدث هلأ أوضحت لنا ، قال ميتيا : إنكم تعيشون مثل الحيوانات البرية لا تقرؤون الصحف ولا تهتمون أبدًا بما ينشر بينما تحتوى الصحف على أشياء رائعة ، إنني سعيد فالصحف لا تنشر سوى أخبار المشاهير فقط ، وقد نشرت عني .قالوا له : ماذا تقول أين ، أخرج ميتيا أحد الصحف من جيبه وأشار باتجاه إحدى الأخبار المنشورة بالجريدة وقال لوالده هيا أقرأ ، فارتدى والده نظارته ونظر إلى الصحيفة وقرأ : في يوم التاسع والعشرين من شهر ديسمبر ، في الساعة الحادية عشر مساءًا كان الموظف ديمتري كولداروف ، فقاطع والده : هل رأيتم ؟!.أكمل الوالد القراءة : كان الموظف ديمتري كوللداروف يخرج من الحانة التي تقع في شارع مالايا برونايا ، في منزل كوزيخين وهو في حالة سُكر ، قال ديمتري مقاطعًا وصفوا أدق التفاصيل .. شربت مع سيمون بيتروفيتش ، أسمعوا التالي ! هيا أكمل !قال الوالد : وهو في حالة سكر فزلت قدمه وسقط تحت حصان حوذي كان واقفًا هنا ويدعى إيفان دروتوف من قرية درويكينا بناحية يوخنوف ، وفزع الحصار فخطى من فوق كولداروف وسحب الزحافة من فوقه التي كان يجلس فيها ستيبان لوكوف التاجر من الدرجة الثانية بموسكو .وانطلق عبر الشارع وتمكن البوابون من الإمساك به ، ونقل كولداروف وهو فاقد الوعي إلى قسم الشرطة حيث تم الكشف الطبي عليه واتضح أن الضربة التي تلقاها في مؤخرة رأسه ، قاطع ديمتري والده مجددًا : إنها بسبب اصطدامي بذراع الزحافة .. أكمل يا أبي .أكمل الوالد : التي تلقاها في مؤخرة رأسه من الضربات الخفيفة وقد تم تحرير محضر بالواقعة ، كما تم إجراء الإسعافات الأولية للمصاب ، قال ديمتري : نصحوني أن أبلل مؤخرة رأسي بالماء البارد ، هل رأيتم ؟! ، وخطف ميتيا الجريدة من والده وارتدى سترته ، واندفع خارجًا ليخبر أصدقائه وهو يكاد يطير من الفرحة.