قصة البحر

منذ #قصص عالمية

كان ذلك في شهر يوليو ، سار الكوريون مجهدين هابطين الطريق الجبلية الشهباء ، وكان الإعياء قد حل بهم عندما لاح البحر لعيونهم ، وقد عبدوا الطريق وصولاً إلى الممر ، لكن العمل فيما يتجاوز الممر كان قد رسا على مقاول مختلف ، وهكذا كانوا بسبيلهم إلى موقع عمل مختلف .نبذة عن المؤلف :
قصة من روائع الأدب الياباني ، للأديب الياباني ، الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1968م ياسوناري كاواباتا ، ولد في 14 يونيو عام 1899م ، وفقد والديه عندما كان في الثانية من عمره وقام جداه بتربيته ، بداية كتاباته أثناء دراسته الجامعيه في جامعة طوكيو الإمبراطورية ، وتوفي كواباتا منتحرًا ، بخنق نفسه بالغاز ، ولم يعرف سبب واضح لاقدامه على الانتحار ، في 16 ابريل عام 1972م.البحر:
كانت النسوة قد غادرن القرية عند الفجر ، انهارت احداهن ، وربما لم يكن عمرها تجاوز الخمسة عشرة ، أو السادسة عشرة ، ومحياها أبيض كصفحة من الورق ، عندما لمحت البحر قالت : بطني يؤلمني ، ليس بوسعي مواصلة السير ، قالت لها احداهن : ما أفظع هذا ! لم لا ترتاحين قليلاً ، وتهبطين مع الرجال لاحقًا ؟ ، قالت المرأة الشابة : أواثقة أنت أنهم قادمون  ، أجابتها : بالتأكيد .. ما عليك سوى إلتقاط أنفاسك هنا .مرور مجموعة من عمال الإنشاءات :
ضحكت النسوة ، ومضين نحو البحر ، مثقلات بالحقائب والحزم ، ووضعت المرأة الشابة حاجيتها أرضًا ، وجلست على العشب ، بعد قليل أقبل اثنا عشر من عمال الإنشاءات ، منحدرين من الطريق ، قال أحدهم : مرحبا ماذا هناك ؟ ، أجابته المرأة الشابة : هل هناك أحد آخر على الطريق ؟ ، قال : بالتأكيد ، فقالت له : بطني تؤلمني ، سأواصل السير بعد قليل .تتابع مرور المجموعات وتكرار التصرف :
أدارت رأسها وهي تتطلع إلى الأسفل ، باتجاه البحر الصيفي ، وبدا كما لو أن طنين زيزان الحصاد يخترق جسمها ، أقبل عمال إنشاءات آخرون ، كانوا قد تركوا القرية متمهلين ، حسبما طاب لهم ، وساروا في مجموعات مؤلفة من ثلاثة عمال وأربعة ، وفي كل مرة كانت إحدى المجموعة ، تمر بالمرأة الشابة كان الحوار نفسه يتكرر .العامل الأخير :
مرت مجموعه أخرى ، فتكرر الحوار مرة أخرى ، قال أحدهم : مرحبا ماذا هناك ؟ ، أجابته المرأة الشابة : هل هناك أحد آخر على الطريق ؟ ، قال : بالتأكيد ، فقالت له : بطني تؤلمني ، سأواصل السير بعد قليل .بعد فترة برز عامل شاب ، يحمل على كاهله حقيبة كبيرة ، من الخيرزان الرفيع المجدول ، من أجمة أشجار أرز يابانية ، عبقة على حافة الطريق ، قال لها : مرحبا ماذا هناك ؟ ، أجابته المرأة الشابة : هل هناك أحد آخر على الطريق ؟ ، قال لها : لا إنني الأخير ، لقد تمهلت قليلاً لأودع تلك المرأة ، قالت له المرأة الشابة : تعني أنه لم يعد هناك أحد ؟ ، أجابها : على الإطلاق ، أجابته وصوتها اختنق بدموع : أتمزح !! ، جلس إلى جانبها ثم قال لها : لا تبكي ، ما الأمر ؟؟عرض زواج :
قالت له المرأة الشابة : بطني يؤلمنى للغاية ، فلا أستطيع المشي ، أجابها العامل الشاب : فهمت . دعيني أساعدك ، هل تتزوجينني ؟ ، قالت له : لا سبيل إلى ذلك ، فقد أمرني أبي بألا أتزوج في المكان الذي قتلوه تحت أفقه ، فقال : لا تتزوجي جلفًا ، جاء إلى اليابان للعمل ، عودي إلى كوريا وتزوجي رجل صالح ، أجابها : ربما كان حديثًا من هذا النوع ،هو الذي انتهى بأبيك إلى القتل ، انظري إلى ملابسك ! ، قالت : هذا ؟ .زواج أم انتظار اللاشيء :
ونظرت الفتاة إلى ثوبها ، بما طبع عليه من أشكال أزهار وعشب خريفية يابانية ، أضافت : أحدهم أعطاني إياه ، انظر ، إنني أريد بطاقة سفر بالقطار وبعض الملابس الكورية ، قال لها : ماذا تضم هذه الحزمة ؟ ، أجابته : إبريق وبعض أكواب الشاي ! ، قال لها : دعينا نتزوج ، أجابته : أواثق أنت أنه لم يبق أحد على الطريق ؟ ، قال لها : إنني الأخير ، يمكنك الجلوس هاهنا سنوات من دون أن يهبط كوري واحد الجبل ، عبر هذا الطريق ، أجابته : تقصد أنه لم يبق شخص واحد هناك ؟ ، قال لها : ذلك صحيح ، ما رأيك ؟ .رؤية البحر:
قالت الفتاة الشابة : ليكن ، أجابها : طيب ، ثم انبعث عامل الإنشاءات واقفًا ، وعانق المرأة مرتبكًا ، وحملا أمتعتهما الثقيلة على كاهليهما ، فأردفت المرأة الشابة قائلة له : تقصد أنه لم يبقى شخص واحد هناك ، قال لها : أووه ! اصمتي ! ، فقالت له : خذني بحيث لا أستطيع رؤية البحر !

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك