ليس كل من يبدأ هو ينجح ، وإنما كل من يستمر ويطمح بالمزيد من التقدم ، هو من ينجح فقط ويرسم اسمه بحروف من نور ، والمملكة زاخرة دائمًا بشبابها الطموح ، المجدّ والمجتهد ، في مختلف المجالات ، فكم من شاب داخل المملكة حقق نجاحًا ملموسًا ، تحدث عنه الناس في جميع الأوساط المتخصصة ، سواء في مجال الفن ، أو ريادة الأعمال ، أو الابتكار والتصنيع.وكما اعتدنا سوف نسرد قصة نجاح ، أحد شباب المملكة الطموح ، والذي بدأ مشواره من الصفر ، واستمر في تحقيق أهدافه بفضل المولى عز وجل ، حتى استطاع أن يضح اسمه عاليًا ، بين مصاف رجال الأعمال. وسوف نتناول قصة نجاح خالد البواردي.نشأته ..
ولد خالد البواردي بأحد الأحياء الشعبية بالرياض لأسرة متوسطة الحال ، كان العائل الوحيد بها هو والده ، وكانت أحلام البواردي آنذاك ، هو أن يمتلك سيارة خاصة به ، حتى يجاري مجتمع الأثرياء الذي يراه يوميًا أمامه ولا يستطيع الوصول إليه .وحدثت المعجزة ، وبالكاد استطاع البواردي أن يشتري سيارة كما كان يحلم ، ولكنه رغم امتلاكه لأحد أحلامه البسيطة ، إلا أنه كان بالطبع يخجل منها ، نظرًا لبساطتها إلى جوار ، السيارات الأعلى ثمنًا ورفاهية ، التي يمتلكها أصدقائه الأثرياء .وعقب امتلاك البواردي لسايترته المتواضعة ، بدأ يفكّر مليًا ويرتفع طموحه ، وتراوده أحلام أن يصبح من هؤلاء الأثرياء ، وأن يدخل مجال التجارة ويدخر أمواله ، حيث أدرك قيمة الادخار في مقابل الإنفاق ببذخ ، فاتجه البواردي إلى مجال التجارة بالسيارات المستعملة ، ولكنه لم يستطع أن يحقق ما كان يصبُ إليه .وكان الفشل بهذا المشروع حليفًا له ، فانتقل إلى شراء مغسلة للملابس ، واتجه للاستثمار بسوق المال ، والأسهم إلا أنه لم يفلح في محاولاته بكل مرة ، إلى أن حالفه الحظ بعد ذلك ، وقام بالعمل مندوبًا للمبيعات في مجال الطباعة ، والتي حقق منها أولى مكاسبه المادية ؛ حيث ربح في أولى صفقاته ألفي ريال ، ثم ثمانية آلاف ريال ، تلا ذلك اقتحامه لعالم المشاريع ذات التمويل الشخصي ، فأسس مطبعته التي حصل من خلال بيعه لها على حصة تجاوزت الثلاثمائة ألف ريال .نقطة التحول وبداية الانطلاق ..
مع نجاح البواردي في مشروعه الأخير ، وحصوله على ما يقرب من الخمسة عشرة آلاف من الريال بشكلٍ شهري ، اقترح أحد أقاربه عليه أن ينطلق إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، من أجل استكمال دراسته وحصوله على درجة الماجستير في إدارة المشروعات ، وبالفعل استمع البواردي إلى النصيحة ، وذهب إلى أمريكا وعاد حاملاً لدرجة الماجستير ، ولكنه ضارب بأمواله في البورصة ، ولكنه فشل وخسر كل أمواله ، وعاد ليعمل في شركة أحد أخواله.لم يقف طموح البواردي ذات يوم ، مع أية تجربة طلاها الفشل ، فبعد أن حقق نجاحًا قويًا بالشركة التي يعمل بها ، قام البواردي بتأسيس شركة جديدة له تعمل في مجال التخلص من النفايات الصناعية الخطرة ، هذا المشروع الخاص الذي بدأ من الكويت ، وانطلق ليغطي كافة دول الخليج ، إلى أن توسع البواردي وقام بتأسيس شركة أخرى ، تعمل في مجال الخدمات اللوجستية ، وجعل مقرها بدبي.وذكر البواردي بأحد لقاءاته المهمة مع الشباب بالرياض ، أنه يمتلك من خلال شركته ، مستودعًا في أحد جبال دبي ، والذي يُعد أحد أكبر مستودعات المواد الكيميائية على مستوى الشرق الأوسط ككل ، وأن شركتها التي تعمل في مجال الخدمات اللوجستية ، تتعامل مع المواد الكيميائية الخطرة ، وغير الخطرة ، بالإضافة إلى عمله في تجهيز المستودعات المتعلقة بالتخلص من النفايات الصناعية ، على أحدث المستويات .ولعل تجربة خالد بن عبد الله البواردي ؛ مؤسس ومدير شركتيّ تداولات وتاد ، تسلط الضوء على تمسّك الإنسان الناجح بطموحه ، مهما واجهته العقبات والفشل في بعض الأحيان ، فقد لا تكون قد فشلت حقًا ، وإنما أعيد ترتيب حياتك وطموحك من جديد ، فليس كل فشل محنة ، وإنما قد يكون مكان سقوطك هو نقطة انطلاقك للأمام .