قصة الخمير الحمر

منذ #قصص نجاح

قد تقف أمام ما سطره التاريخ متعجبًا ، فما أكثر من الأشخاص ممن يعانون من الأمراض النفسية وجنون العظمة ، الذين قادتهم الظروف ليكونوا على رأس العديد من الدول ، وإذا كنا قد رأينا العديد منهم ، إلا أننا بالتأكيد حكومة تقتل شعبها ببطء !البداية ..
تمكّنت جماعة الخمير الحمر ، من السيطرة على كمبوديا وعزل الحاكم ، وذلك في عام 1975م وحتى عام 1979م ، وتلك الجماعة ما هي إلا حزب سياسي ، سيطرت عليه الأفكار الشيوعية بقيادة بول بوت ، وعُرف هذا الحزب باسم خمير كراهام .كما تعرف باسم حزب الخمير الشيوعي ، أو الجيش الوطني لكمبوديا الديمقراطية ، والخمير تعني الفلاح ، حيث كان يؤمن الحزب بأن العودة للزراعة ، والتجرد من مظاهر الحياة المدنية هو الأصلح ، من أجل التقدم ، وأطلق هذا الاسم على هذا الحزب ، الذي كان يضم أكبر عرقية في كمبوديا ، وغير ذلك من الأقليات ليسوا سوى عبيد لهم .تعلّم أغلب القياديون بالحزب في فرنسا ، وعلى رأسهم شخص يُدعى بول بوت ، وتأثروا جدًا بالحزب الشيوعي الفرنسي ، الذي شكّل أفكارهم وآرائهم السياسية ؛ حيث أقروا بأن تقدم دول العالم الثالث لن يتم سوى بالتخلي عن الأفكار الغربية المدنية ، وبدؤوا فعليًا في تهيئة البلاد لهذا الأمر ، عقب إسقاطهم للحكومة والسلطة في هذا الوقت .قوانين مجنونة ..
بدأ الخمير الحمر في إغلاق المدارس ، والمستشفيات ، والبنوك ، والمعامل ، والمصانع ، وأوقفوا التجارة ، وقاموا بتحريم الديانات السماوية ، والعقائد غير السماوية أيضًا ، وجردوا السكان من ممتلكاتهم ، وأرسلوهم إلى مزارع جماعية ، من أجل الكدح والعمل في الزراعة .في البداية وحتى يقتنع السكان بالتخلي عن ممتلكاتهم ، أبلغ الخمير الحمر السكان ، بأن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تقوم بإرسال طائرات لقصف منازلهم ، ومن الأمان التواجد في الغابات ، وبمجرد نزوح السكان إلى الغابات ، فوجئوا بتقسيمهم إلى مجموعات ، تم الحرص فيها على تفريق العائلات والأسر ، وألا ترى الأم أطفالها ، كما تم منع كافة العلاقات الأسرية وكل من أبدى عاطفة تجاه أسرته ، تم قتله!ولم تكن تلك القوانين الغريبة هي فقط ما تم تنفيذه ، بل الأكبر من ذلك ، حيث مُنع استخدام العلاج المستورد ، وتم استخدام الأعشاب والنباتات الطبيعية بدلاً منها ، كما مُنع استخدام الألقاب واستبدالها بكملة رفيق ، كما مُنعت المصافحة أو الانحناء للتقدير ، ومن يفعل ذلك فهو معرّض للإعدام فورًا .القتل الجماعي ..
تم تقسيم السكان إلى مجموعات ، وإرسالهم إلى حقول للعمل بها ، لفترات تراوحت من 12 إلى 14 ساعة  ، مع القليل من الراحة والطعام ، ومن يتذمر يُقتل ! هكذا بتلك البساطة ، ولا داعي لذكر أن العقوبات كانت توزع لأسباب غريبة ، فالتعليم والثقافة كانت جريمة كبرى .وقد أمر بول بوت بإعدام كافة المتعلمين ، والمثقفين ، بالإضافة لقتله كافة المسلمين ، والمسيحيين ، ورهبان البوذية ، وإذا ما اعترض شخص ما على قتل أحد أقاربه فإن الإعدام يكون مصيره هو الآخر .وكان الإعدام يتم عن طريق قطع الرأس بالفأس ، حتى لا يتم إهدار الطلقات النارية في مقابل التخلص ، من إنسان بخس الثمن من وجهة نظر الحكومة الكمبودية! وعقب تنفيذ عقوبات الإعدام يتم تجميع الجثث ودفنها في مقابر جماعية قريبة من الحقول .النهاية ..
سقطت الحكومة المستبدة في كمبوديا ، بقيادة الخمير الحمر في عام 1979م ، عندما داهمت قوات فيتنام لدولة كمبوديا ، وأسقطت حكومة الخمير ؛ التي استطاع أغلب قياداتها الفرار من الموت ، وعلى رأس الفارين كان بول بوت ، الذي اختبأ في الغابات القريبة من الحدود التايلاندية ، ولقى مصرعه في عام 1998م.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك