حمد البسام أو أبو نجيب واحد من أبرز أبناء المملكة في الطب والجراحة ، متعدد المواهب فقد عمل أيضا في التجارة والأدب ، وعرف عنه فصاحته وبراعته في اللغة العربية وعلومها.الميلاد والنشأة :
هو حمد بن عبد الله بن حمد بن محمد بن عبد العزيز البسام ، ولد عام 1910م في منطقة إقليم القصيم ، كان يحب التعليم منذ كان صغيرًا فتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم ، كان يعشق اللغة العربية وكان متلهفا لمعرفة العديد من فنون اللغة خاصة الشعر و الأدب .أحب القراءة في التاريخ ودراسة السير ، أتقن الخطوط العربية ، وكان لأسرته تأثير كبير على مشواره العلمي والأدبي ، فقد كان والده محب للعلوم ويشجعه دائمًا على التعلم والمعرفة والتعرف على حضارات العالم ، سافر حمد إلى الهند حين كان في الخامسة عشر من عمره ، تنقل بين عدة أماكن وزار العديد من الدول .الدراسة :
تعلم اللغة الانجليزية حين كان في الهند ، ودرس في مدرسة سانت ماري تعلم فيها ثلاثة لغات ، كان أحد الطلاب المتميزين منذ الصغر ، كان يحصد أعلى الدرجات ، أنهى الدراسة الثانوية والتحق بكلية سانت زافيير من أجل أن يتأهل لدراسة الطب ، التحق بكلية الملك إدوارد الطبية وتدرب في المستشفى الملحقة بها ، كان يحرص على زيارة أهله في أوقات الفراغ ، وكان يحب السفر والتنقلات كثيرًا .الهند :
تزوج أحدى قريباته وعاد إلى الهند من جديد ليستقر فيها ، واصل دراسة الطب وتخرج من كلية الطب عام 1943م ، تعين في الهند وحاول أن يحصل على أكبر عدد دورات في أكبر عدد من التخصصات الطبية ، وكان دائمًا يحرص على كلًا من وظيفته ودراسته .بالإضافة إلى كل هذا كان يساعد والده في التجارة في المساء ، وهو ما جعل خبرته واسعة النطاق سواء في الطب أو في التجارة ، في ظل كل انشغالاته حرص على الاستمرار في هوايته في الأدب العربي .ومع اتساع علاقاته في الهند تعرف على العديد من أصحاب دور النشر هناك ، كان له الكثير من النشاطات وعلى الرغم من ذلك يؤكد جميع من عرفه أنه لم يفوت أبدًا أي مناسبة عربية تقام في الهند سواء تابعة لجامعة أو غيرها ، كان تاجرًا ناجح وكان طبيبًا رحيمًا فكان يستقبل المرضى ليقدم لهم العلاج ، ومن يعجز عن الذهاب إلى عيادته كان حمد يذهب إلى منزله ، ليفحصه ويصف له العلاج المناسب .كانت أسرة حمد معروفة في الهند ، لذا كان الأعيان هناك يحاولون مساعدته ، ودعمه في كافة أعمال التجارة ، خاصة بعد قراره بأن يستقل بتجارة والده وسافر إلى الهند حتى ينميها ويطورها .الطب في المملكة :
عاد حمد إلى المملكة وتحديدًا إلى منطقة نجد وكان الوحيد الذي يمتلك هذه الشهادة المميزة في الطب ، وبالتالي كان محور حديث الكثيرين ، حتى أن الفترة التي تلت تخرجه منذ عام 1943م إلى عام 1970م شهدت بناء العديد من المستشفيات ، وخاصة مستشفيات الولادة وأيضا المستوصفات والمحاجر الصحية ، وقد حاول حمد أن يشكل فرقًا طبية متميزة ، بل وساعد أيضًا في تكوين أول بعثة طبية في شمال المملكة .استقر في مدينة عنيزة واستمر في ممارسة الطب والتجارة في نفس الوقت ، حينها أنشئت وزارة الصحة بفضله ، وهو ما ساعد الطب أن ينتقل إلى مرحلة مختلفة تمامًا عن المراحل السابقة .فبدأ حينها إعطاء العديد من الصلاحيات لدوائر الصحة ، وتم تطوير عمل وحدات الإسعاف ، وحينها تولى الوزارة لأول مرة الدكتور يوسف بن يعقوب الهاجري ، والذي درس الطب في مصر ، تحديدًا في جامعة الملك فؤاد الأول بالقاهرة ، وتدرب في مستشفى القصر العيني ، وحصل على الدبلوم في الأمراض الصدرية من السويد .وكان حمد حريصًا على تشجيع دراسة الطب في وقت كان صعبًا للغاية ، وكان حمد يؤمن بأن هناك طب شعبي عبارة عن العلاج البديل والإبر الصينية ، وحاول أن يقدم العديد من الخدمات لقطاع الصحة في المملكة .حرص حمد على التعرف على الكثير من الثقافات حول العالم ، وكان يعشق التنقلات ، ويقال أنه كان كل فترة يسافر إلى بلد جديد حتى يتعرف على حضارته ، ويطلع على أحدث ما وصلت له أنظمة التجارة والطب في هذا البلد .ويعد الطبيب حمد البسام واحدًا من أهم الشخصيات التي عرفها التاريخ العربي ، والذي يثبت أن المستحيل شيئًا غير منطقي ، فها هو يدرس الطب ويمارسه ، وينجح في التجارة ، ويتابع هواياته في الأدب العربي بشغف ، وعلى الرغم من هذا له حياة مستقرة ، ويحافظ على علاقاته بالآخرين ويحرص على التواجد ممثلًا بلده بأفضل صورة .توفي الطبيب حمد البسام في محرم عام 1411هـ في مدينة الخبر ، بعد أن قدم لنا نموذج مشرف وحياة حافلة بالخدمات لوطنه وللعالم كله .