قصة نجاح سلطان العذل

منذ #قصص نجاح

قد يحدث لنا ما يتسبب في كسرنا ، ولكن قد تقوينا الصعاب ، وكما قلنا مرارًا وتكرارًا أن المملكة ، زاخرة دائمًا ، بأبنائها الطموحين والبارزين في كافة المجالات ، ولعل مجال ريادة الأعمال من أقوى المجالات التي أنجبت بها المملكة أغلب أبنائها .فهم مصدرًا للفخر بالمملكة والوطن العربي بوجه عام ، ولعل أبسط مثال للفخر ، والزهو ، هو رجل الأعمال الناجح سلطان العذل ، الذي يدير حالياً ، بعينيه فقط أكثر من عشرة ألاف موظف ! فما قصته ؟البداية ..
هو الشيخ سلطان بن محمد العذل ، الذي وُلد السيد سلطان العذل في المملكة ، ودرس بها وتحديدًا بالرياض في معهد العاصمة ، وذلك حتى مرحلة الثانوية العامة ، ثم انطلق عقب ذلك ، لاستكمال دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية ، بولاية أوريجون تحديدًا ، حيث درس الهندسة الكهربية في جامعة بورتلاند .وتخرج الشيخ سلطان في تخصصه ، بدراسة عن المفاعلات الذرية بتقدير ممتاز عام 1980م ، وحصل بعدها على شهادة أخرى من مركز كوفي ، لتنمية المهارات القيادية ، وذلك ببحث عن تنظيم الوقت الأهم يليه المهم .كما حصل على شهادة جديدة من مركز فرانكلين كوفي ؛ حول المتغيرات والمبادئ المحورية في القيادة ، ولكن من الجدير بالذكر ، أن الشيخ العذل لم يكن يفكر مطلقًا في مجال ريادة الأعمال ، عندما حصل على تلك الشهادات ، أو توجهه التجاري .وإنما لاحظ الشيخ العذل آنذاك ، وجود العديد من الفرص الاستثمارية والتجارية في المملكة ، فأراد وقتها أن يعمل على ما يساعد ، في دفع عجلة الاقتصاد داخلها ، وهذا هو ما حققه من خلال توجهه التجاري حاليًا.ظروف مرضية ، وطموح لا ينفد ..
في عام 1997م ، ابتليّ المهندس الشيخ سلطان ، بمرض مشابه لمرض عالم الفيزياء المشهور هوكينج ، ألا وهو مرض تصلب الأطراف ؛ حيث يصيب الإنسان بشلل وضمور في كافة عضلاته ، ولا يستطيع على إثره أن يحرك الشخص أطراف ، وكان الشيخ سلطان لا يستطيع أن يحرّك سوى عينيه ، وشفتيه ، ويتناول طعامه عن طريق أنبوب موصول بالمعدة ، بل أيضًا يتنفس عن طريق أنبوب تنفس صغير يمتد إلى رئتيه .هذا الرجل المبتلى بالمرض في شبابه ، ربط الله على قلبه وطمأنه ، ورضى بقضاء الله واستكمل المسيرة في صمود ، وكان الشيخ سلطان قد قام بتأسيس أول شركة له في المملكة عام 1994م ، قبل مرضه ، وهي شركة سمسا فيديكس للشحن ، والتي اتسعت خدماتها بشكلٍ سريع ، وصارت من أقوى شركات الشحن حول العالم ، حيث خدمت أكثر من مائتي قرية ومدينة داخل المملكة ، ومثلها من الدول حول العالم .أعقب ذلك نشاطه في عام 1996م ، حيث انطلقت بالمملكة ثاني شركاته ، والتي حملت توكيلاً حصريًا لمحلات دانكن دوناتس ، التي أثارت إعجابه بشدة عندما ذهب إلى أمريكا ، وحصل وقتها الشيخ سلطان على الوكيل الحصري لسلسة المحلات تلك بالمملكة ، ليقدم للعملاء شركة شهية المحدودة .ومع تكيّف الشيخ سلطان مع ظروف مرضه ومثابرته ، أصبحت شركته اليوم تغطي العديد من دول العالم ، وأكثر من مائتي وخمسين مدينة وقرية بالمملكة ، ويذكر نايف العذل ، ابن الشيخ سلطان والمدير التنفيذي للشركة ، بأن والده يعمل ساعات طويلة يوميًا ، ويقوم بالإشراف على كل صغيرة وكبيرة داخل شركاته ، حيث حققت شركاته نجاحًا ملحوظًا بفضل أفكاره البناءة ومتابعته الدقيقة للعمل .فالشيخ سلطان لا يحصل على أية إجازات ، ويستمتع كثيرًا بمراقبة أعماله ، حيث حققت شركاته أرباحًا ونموًا لافتًا على الرغم مما تكبدته شركات كثيرة أخرى من خسائر ، في ظل الأزمة الاقتصادية الأخيرة .وقد أسس الشيخ سلطان ، سبعة شركات أخرى بالمملكة ، في مجالات مختلفة ، يشبع من خلالها نهمه الدائم في اقتحام الأسواق العالمية ، ويستطيع الشيخ العذل ، أن يدير نشاطه التجاري ، وشركات المتعددة بعينيه فقط ، عن طريق برنامج خاص لمن يعانون مثل مرضه.وأنفق الشيخ سلطان بهذه الطريقة ، من جهده وماله ، واستطاع أن يصدر كتبًا وأبحاثًا ، حول النشاط التجاري والاقتصادي، وكيفية جني المال ، والتوسع في الشركات والعمل ،  ولعل هذا الرجل مثالاً حيًا على العطاء والعزيمة ، والرضا بقضاء المولى عزوجل ، وكيفية استخدام الظروف لتحقيق الأهداف مهما حدث .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك