كان أحد الرجال البارزين في عهد توحيد المملكة ومن أهم رجال الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه كان يمتلك فطنة عالية وحسن ذكاء وتصرف تقلد عددًا من المناصب السياسية ، هو الشيخ رشيد بن ناصر الرشيد بن محمد بن ليلى .ولد الشيخ عام 1282هـ وقيل 1292هـ ، تعلم في الكتاب في مدينة حائل وحفظ فيها القرآن الكريم ، بجانب الأحاديث النبوية الشريفة وبدأ يقرأ على علماء حائل منهم الشيخ صالح السالم أخوه لأمه ، اتجه الشيخ رشيد في شبابه للعمل السياسي فأصبح أحد رجال الشعب السياسية بفضل ما يتمتع به من حكمة وفطانة ورجاحة عقل ، عمل في السلك الدبلوماسي وأصبح سفير للأمير عبدالعزيز بن رشيد في اسطنبول ومنحه السلطان عبد الحميد الثاني لقب الباشوية .عرف عن الشيخ رشيد رحمه الله الذكاء الحاد والحنكة السياسية كان يتصرف بعدد من الصفات الحميدة بجانب تعليمه الديني كان يحفظ الشعر ويقرض الشعر الفصيح ، وتعليم اللغات فقد تعلم اللغة التركية وكان يجيد قول الشعر بها ، واشتهر بتجارة السلاح أثناء حكم العثمانيين حتى عُرف بسلاح بن ليلى .كان الشيخ رشيد رحمه الله صاحب أعمال وطنية جليلة وكان شديد الانتماء للوطن والأرض سواء في عهد ابن رشيد أو في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله ، كان معروف عنه أنه يجلب السلاح من الجزيرة العربية من نجد وبعد توحيد المملكة أصبح على مقربة من المؤسس طيب الله ثراه فأولاه عدد من المناصب في عام 1349هـ تم تعينه عضوًا في مجلس الشورى السعودي لعام 1351هـ ، وكان له علاقة طيبة مع الزعماء والقادة حينها مما جعله يفاوضهم بطلب من الملك عبدالعزيز في شأن فؤاد حمزة الذي حُكم عليه بالإعدام من قبل المستعمر الفرنسي بالشام .ودفن فيوتم تعينه قنصل في دمشق ووكيل للملك عبدالعزيز قبل إنشاء السفارة عام 1352هـ واستمر في العمل بها حتى وفاته ، كان من مزايا الملك عبدالعزيز رحمه الله اصطناعه للرجال لأنه كان يعتقد أن الإخلاص في العمل غريزة قلما يتجرد منها الناس فقد ضرب الملك مثلًا برشيد بن ليلى فكان وكيل لابن رشيد وللعثمانيين وكان يخدمهم بالمال والسلاح في حربهم مع الملك ولكن عندما تمكن منه الملك عبدالعزيز وقضى على “ابن رشيد” قال له عبدالعزيز: بماذا أعاقبك؟ فقال له الشيخ بوضوح وصراحة: بما تهوى ، وما أنا بنادم على ما فعلت مع ابن رشيد ، قال له عبدالعزيز: لقد أخلصت في خدمة صاحبك ، وإني أرى فيك غريزة الإخلاص ، فعد إلى دمشق وأنت وكيلي هناك ، فكان ممثلاً لعبدالعزيز في الشام إلى نهاية حياته -رحمه الله- .كان من صفاتة صلابة الإيمان والصبر ، توفي الشيخ رشيد بن ناصر بن ليلى عن عمر يناهز الثمانين عامًا في مدينة دمشق في العام 1362م ، ودفق في مقبرة الباب الصغير التي دفن فيها عدد من علماء الإسلام بعد حياة طويلة ومديدة في خدمة الوطن والأرض وقضايا بلاده ..