لقد حظيت منطقة الخليج العربي بوجود شعراء متميزين ، وقد كان خالد الفرج من أفضل الشعراء الكويتيين ، والذي كان يماثل في شهرته شهرة الشاعر المصري أحمد شوقي ، وقد تم اختياره ضمن القائمة التي قررت رابطة الأدباء بالتعاون مع وزارة المواصلات بتخليد ذكراهم من خلال الطوابع البريدية التذكارية .مولده ونشأته :
هو الشاعر خالد بن محمد بن فرج بن عبدالله بن فرج الصراف الدوسري الذي وُلد في الكويت خلال عام 1898م ، وقد نشأ داخل بيت موفور الجاه والنعم ؛ حيث تمكن من تحصيل العلم والدروس التي حُرم منها معظم أقرانه ، وتلقى علومه الأولى بالكُتاب ، وحينما ظهرت عليه بوادر الفهم والنبوغ واستشعر أهله شغفه بتلقي العلم ؛ قاموا بإحضار أكفأ المدرسين الخصوصيين والكتب من أجل تعليمه .التحق بالمدرسة المباركية عندما تم افتتاحها ، ونظرًا لتفوقه فكان يتخطى كل صفين في عام واحد ، وكانت تحتوي المدرسة على ستة صفوف فقط ، وكان هناك احتياج إلى ترشيح بعض المتفوقين من الطلبة ليعملوا بالمدرسة في مهنة التدريس ، وكان أول من وقع عليه الاختيار وقام بمهمة التدريس هو خالد الفرج ، وقد كرسّ حياته للتعليم والبحث في المراجع والكتب الخاصة بالثقافات العربية المختلفة ، مما جعله يتزود بالثقافة الواسعة بالإضافة إلى ذكائه الوافر وغريزته الفطرية لحب الاستطلاع .أسفاره :
قام بالسفر إلى مدينة مومباي الهندية مثل الكثيرين من الكويتيين الذين كانوا يسافرون إلى الهند من أجل أعمال التجارة ، وقد استقر هناك لفترة وحصل على العمل ككاتب عند أحد التجار الكويتيين ، وسعى لتعلم اللغات الهندية واللغة الانجليزية ، وتمكن من التعرف على عادات أهل الهند وطبائعهم وآدابهم ، وقام بتأسيس مطبعة أطلق عليها اسم “المطبعة العمومية”.وقد تمكن الفرج أثناء وجوده في الهند من الاتصال ببعض الصحف المصرية ، حيث تمكن من خلال ذلك الاتصال أن يقوم بإقناع أمين الرفاعي وهو صاحب جريدة “الأخبار المصرية” أن يقوم بفتح الأبواب داخل جريدته من أجل نشر أعمال الانجليز بالبحرين وبدول الخليج العربي ككل ، كما قام بكتابة مقالات يتحدث فيها عن مساوئ الاحتلال الانجليزي الذي كان يندد به.وقد قام خالد الفرج بزيارة البحرين من أجل القيام ببعض المهام ، وأُعجب بنهضتها الفكرية وأدبها ، فأصبح من المغرمين بها ، ومن المصادفة الرائعة أن قبيلة الدواسر التي ينتمي إليها كانوا يعيشون في مساكنهم بالبديع ؛ فقاموا باستضافته لديهم ، وقد تمكن من المشاركة في النهضة الفكرية بالبحرين حيث كانت حياته الأدبية هناك غنية بالفكر والحرية .واستمرت حياته في البحرين حيث كان لا يذهب إلى الكويت إلا قليلًا ، ولكن حدث انقلاب من قبل الميجور ديلي على الشيخ عيسى بن علي آل خليفة خلال عام 1927م ، وتم كبت الحريات داخل البلاد ، كما تم أسر الزعماء والزج بهم في السجون ، وقد غضبت قبيلة الدواسر وقامت بالنزوح عن البحرين بسبب عزل الشيخ عيسى ، حيث اتجهوا للعيش في الدمام بالمملكة ، فكانوا أول من عمرّوها تحت قيادة الزعيم أحمد بن عبدالله الدوسري .طلبت قبيلة الدواسر من الشاعر خالد الفرج أن بصحبهم إلى العيش في الدمام ، ولكنه استمهل لفترة حتى يزور الكويت ، وحينما ذهب إلى الكويت وجد احتفاء الأدباء به ، وقاموا على شرف وجوده بإقامة حفلة ؛ فقام هناك بإلقاء قصيدته الشهيرة والتي كتبها تحت عنوان ” الغرب والشرق” وقال في مطلعها : الغرب قد شدّد في هجمته .. والشرق لاه بعد في غفلته.وفاته :
أصيب الشاعر خالد الفرج بقرحة في معدته ، ثم توفي على إثرها في دمشق خلال عام 1954م .