يُعتبر أحمد بن يحيى بن محمد بن شبير النجمي واحدًا من أبرز علماء السنة في المملكة ، وقد كان هو المفتي الخاص بمنطقة جازان ، وهو ينتمي إلى قبيلة شهيرة بمنطقة جازان وهي قبيلة “بني حمد” ، وكان مولده في قرية النجامية خلال عام 1928م ، وقد دخل كتاتيب القرية حينما بلغ سن الرشد ليتعلم القراءة والكتابة ، كما قرأ القرآن الكريم على يد مجموعة من كبار المشايخ .نشأته العلمية :
بعد أن انتهى النجمي من تعلمه للقراءة والكتابة ؛ أصبح يتردد على الشيخ عبد الله القرعاوي في صامطة برفقة عميه حسين النجمي وحسن النجمي ؛ غير أنه لم يستمر ، ثم التحق فيما بعد بالمدرسة السلفية ، فأمره عبد الله القرعاوي بقراءة القرآن على يد الشيخ عثمان بن عثمان حملي ، فتعلم القرآن مجودًا وحفظ الأربعين النووية والثلاثة أصول وتعلم الحساب ، كما أتقن تعلم الخط .قام الشيخ القرعاوي بوضعه في حلقة لتعلم الصغار وبعد أن يتفرقوا بعد صلاة الظهر ؛ كان ينضم إلى حلقة كبرى التي كان يقوم الشيخ القرعاوي بتدريسها بنفسه ، فكان يعكف للتعلم من بعد صلاة الظهر وحتى صلاة العشاء ، ثم يرجع إلى قريته النجامية مع عميه ، وقد أذن له القرعاوي بعد مرور أربعة أشهر من التعلم بالانضمام إلى حلقة الكبار والتي يعلمها أيضًا بنفسه .تمكن النجمي من قراءة الآجرومية في النحو والرحبية في الفرائض وكتاب التوحيد وبلوغ المرام والعقيدة الطحاوية وغيرهم الكثير والكثير ، كما درس أيضًا جزءًا من ألفية بن مالك وشيئًا من الدرر البهية والدراري المضية في الفقه ، وقد حصل على إجازة برواية الأمهات الست من الشيخ عبد الله القرعاوي .تمكن النجمي من دراسة كتاب إصلاح المجتمع الذي درسه على الشيخ إبراهيم بن محمد العمودي والذي كان قاضي صامطة آنذاك ، كما درس كتاب الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي المختص بأمور الفقه والارشاد إلى معرفة الأحكام ، وقد درس أيضًا كتاب العوامل في النحو مائة بأمر من الشيخ القرعاوي ، وتطرق في دراسته إلى كتب أخرى في الصرف والنحو .حضر النجمي لحوالي شهرين في الحلقة الخاصة بالإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ والذي كان مفتيًا للمملكة ، حيث حضر التفسير الذي ورد من كتاب تفسير ابن جرير الطبري ، كما حضر لمدة شهر ونصف بحلقة الشيخ عبد العزيز بن باز في الفترة ما بين المغرب والعشاء ، حيث كان يتعلم من صحيح البخاري في تلك الحلقة .أعماله العلمية :
التحق النجمي بمدارس الشيخ القرعاوي ليعمل بها مدرسًا ، ثم تم تعيينه مدرسًا داخل قريته النجامية ، وقد تم تعيينه فيما بعد للعمل كإمام ومدرس بقرية أبو سبيلة الواقعة في محافظة الحرث ، وحينما تم افتتاح المعهد العلمي في صامطة تم تعيينه مدرسًا به ، ثم استقال فيما بعد من عمله في التدريس ؛ حيث كان يسعى للدراسة بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، وقد سافر بالفعل للدراسة ولكن حالت بعض الظروف بينه وبين تحقيق حلمه .عاد النجمي إلى صامطة بعد عدم تمكنه من الدراسة بالجامعة الإسلامية ، وتم تعيينه كواعظًا ومرشدًا بوزارة العدل في منطقة جازان ، ثم عاد إلى التدريس مرةً أخرى بمعهد صامطة ، واستمر عمله بالمعهد حتى تمت احالته للتقاعد ، وبعد تقاعده عمل بالتدريس في منزله وفي المسجد المجاور له وبعض المساجد الموجودة بالمنطقة ؛ حيث كان ينظم دروسًا أسبوعية بالإضافة إلى قيامه بأمر الفتوى .مؤلفاته ووفاته :
هناك العديد من المؤلفات التي تمت طباعتها للنجمي ، كما أنه توجد مؤلفات خاصة به لازالت تنتظر الطباعة ، ومن أبرز مؤلفاته المطبوعة “رسالة في حكم الجهر بالبسملة ” و ” فتح الرب الودود في الفتاوي والرسائل والردود” ، وقد توفي النجمي خلال عام 2008م بقريته النجامية والتي دُفن فيها .