ما أجمل أن يتقاسم الزوجان قصة نجاح واحدة يشتركان فيها معًا ، ويحصدان سويًا ثمرة نجاحها لتكلل ذلك الجهد الذي بذلوه سويًا من أجل النهوض بها وإعلاء شأنها بين بقية قصص النجاح الأخرى ، إنها قصة إنجاب من نوع خاص ليست لطفل إنما لحاسوب أسماه مخترعيه فانوس ، قصة جمعت بين الحب والعمل فجاءت الثمرة وليدًا نافعًا .ياسر وعلا هما بداية القصة ونهايتها هما الزوجان الذي جمع بينهما الحب ، وكلل النجاح عشرتهما فأنجبوا مشروعًا قبل أن ينجبوا طفلًا ، فرغم زواجهما منذ سبع سنوات لم يهبهما الله أطفالًا ، فقررا ابتكار طفلهما وهو ليس بشري مثلهما إنما حاسوب يسهم بشكل كبير ومجدي في مجال العلم التعليم .كان والد ياسر كأي أب يأمل أن يرى ابنه طبيبًا أو مهندسًا ولكن ياسر كان لديه رغبة أخرى ، وهي الالتحاق بكلية المعلمين في حائل كي يتخصص في مجال الحاسب الآلي ذلك المجال الذي غير حياته وجعله بين قمم المخترعين ، فبالإضافة إلى دراسته قرر تعلم البرمجة والتصميم والتعمق في أنظمة الحماية والاختراق .كان ياسر يخصص معظم وقته للعمل في مجال الحاسب حتى يكتسب الخبرة ويستمتع بهوايته الوحيدة ، وفي عام 2006م سافر ياسر لكي يدرس الماجستير بانجلترا وكانت بجواره زوجته الشابة التي أرادت أن تدخل عالم الكمبيوتر ، فبعد أن تعلمت اللغة التحقت بالجامعة لكي تدرس هندسة البرمجيات ، ولقد واجها الزوجان الشابان الكثير من الصعوبات معًا .ومنها نظرة زملائهم لكونهم من خريجي كلية المعلمين من حائل ، وهي ليست من الكليات المرموقة مثل الحاسب الآلي في الرياض أو جدة ، ظنًا أنهم أقل علمًا منهم ولكن الإرادة الحديدية لياسر أصبحت جلية ، حينما حصل على الماجستير من جامعة كارديف العريقة ، وكانت زوجته الشابة في سنتها التحضيرية بجامعة يويك بويلز ولم تحصل على العلامة المطلوبة .لكن ياسر شجعها وكافئها بهدية وهي عبارة عن لاب توب وعلمها الكثير عن الحاسب الآلي وأسراره ، واستمر ياسر بدراسته للدكتوراه على يد أحد أبرز أساتذة العالم بهذا المجال وهو الأستاذ عمر رانا ، واجتهد ياسر إلى أن استطاع أن ينشر خمسة بحوث علمية وأنشأ وبرمج أربع خوارزميات متخصصة في الذكاء الاصطناعي ، وأيضًا صمم العديد من البرامج في الأمن والاختراق الالكتروني .وهذا دفع الجامعة أن تقترح فتح شركة أمنية لتقديم تلك البرامج ونظم الحماية ، ولكن ياسر وزوجته أرادا أن ينتجوا جهاز لوحي سعودي خالص وبالفعل هذا ما حدث وأطلقوا عليه اسم فانوس ، وهذا الجهاز يستهدف طلاب المدارس ومن أهم مميزاته أنه يمكن الأبوين وإدارة المدرسة والمعلمين من التحكم بالجهاز عن بعد .وتقول علا : لقد بدأ حلمنا بإنجاب فانوس قبل أن نفكر حتى في إنجاب الأطفال وبالفعل أنتجنا FANOS ، لقد كان ياسر مديرًا لي صباحًا وكان زوجًا بالمساء ، وكنت أنا وهو نعمل ليل نهار إلى أن استطعنا أن نكون فريق عمل محترف في تلك التخصصات الدقيقة جدًا ، يعمل بكل حب مع بعضه البعض كأسرة واحدة فقد كان ياسر يديره بكل ذكاءٍ ومودة .ويقول ياسر في إحدى الاجتماعات : لعرض جهازي سألوني كيف يمكن لسعودي أن يخترع جهازًا وأيضًا نظام تشغيل ، وكان جوابي أن لدي عقل وإصرار وأيضًا طموح مثل كل هؤلاء ، وللنجاح مع شريك حياتك إحساس رائع فكل شيء ناجح معها يصبح كوليد جديد في حياتنا ، وعندما يتشارك الزوجان النجاح تصبح قصتهما أجمل وأحلى .