قصة نجاح المصور جيدون مندل

منذ #قصص نجاح

لقد اعتاد أن يقف أمام عدسته ليلتقط صورًا للبشر على مختلف أجناسهم وأشكالهم ، ولكنه يلتقط صورًا تختلف كثيرًا عن تلك التي تبدو مشرقة ، حيث أنه يبحث عن هؤلاء الناس الذين يعانون من توابع الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات ، والتي التقط لها العديد من الصور المؤلمة ، حيث يقف الناس وقد غمرتهم المياه ، حتى كادت أن تغطي رؤوسهم ، إنها رحلة مصور أصابه الهوس الشديد بتصوير هؤلاء المنكوبين كي يراهم العالم كله ويشاركهم معاناتهم .المصور جيدون مندل :
جيدون مندل Gideon Mendel هو مصور جنوب أفريقي ، وقد بدأت قصته مع تصوير الكوارث قبل عقد تقريبًا ، حينما قام بتوثيق لفيضان وقع في الولايات المتحدة الأمريكية وآخر كان في الهند ، ومن هنا كانت بداية الشغف بهذا النوع من التصوير الذي ترك أثرًا مؤلمًا في نفسه ، حيث بات خائفًا على حياة أبناءه في هذا العالم ، كما أصابه القلق من مستقبله بشكل عام .وقد بدأت فكرة تصوير الكوارث تشع برأس مندل حينما كان يراقب صور الكوارث الطبيعية ، حيث أنه لم يشعر أن هذه الصور تعبر عن الواقع المؤلم ، وإنما كانت بالنسبة له مجرد صور غير معبرة عن الواقع ينقلها الإعلام بشكل مختلف ؛ فلا تؤدي الرسالة المنشودة ، ومن هنا حمل كاميرته ليرسل للعالم الصور بشكلها الطبيعي الواقعي .خاض مندل رحلاته عبر العالم ليوثق لحظات حرجة في حياة البشر إثر بعض التغيرات المناخية شديدة القسوة ، وذلك كي يعطي صورة حية وحقيقية لما يحدث ، فهو قد أظهر الناس بشكلهم الحقيقي ودون تزييف ، حيث هؤلاء الذين يقفون وقد غمرتهم الماء ليراقبون منازلهم التي فقدوها أو يبحثون عن متعلقاتهم التي لازالت تربطهم بالحياة .سافر مندل إلى العديد من بلدان العالم ، حيث سافر إلى هايتي خلال عام 2008م ، ثم اتجه إلى باكستان خلال عام 2010م ، كما ذهب إلى نيجيريا ؛ تايلاند ؛ أستراليا ؛ الفلبين ؛ ألمانيا ؛ نيجيريا ؛ المملكة المتحدة ؛ الهند بنغلاديش ؛ البرازيل ؛ والولايات المتحدة ؛ كما تمت مشاهدته آخر مرة وهو يتجه بسيارته إلى كارولينا الجنوبية في أمريكا ، وكان ذلك مع بداية وقوع إعصار فلورنسا .صور المنكوبين :
اعتاد مندل أن يرى هؤلاء المنكوبين عبر العالم ، فهم ربما يختلفون في أشكالهم وأجناسهم ولكنهم يرتبطون بشيء واحد وهو إصابتهم بالكوارث التي لم تفرق بين الطبقات الوسطى أو الفقيرة أو حتى الغنية، ويظهر المنكوبون من خلال عدسة مندل وهم يحدقون في الكاميرا باهتمام ، وكأنهم في تلك اللحظة غير حافلين بما يحدث حولهم والذي أصابهم بالآسي والحزن ، وربما يعود ذلك لرغبتهم في أن يرى العالم مدى الكارثة التي ألمّت بهم في لحظة والتي فقدوا خلالها كل شيء ثمين ، وربما يفقدون حياتهم هي الأخرى .يلتقط مندل الصور في الشوارع التي تبدو مغمورة بالمياه ويقف في وسطها الناس وهم يشعرون بالصدمة ، كما أنه دخل بعض المنازل ليوثق صورًا حية من الداخل ، ليظهر أب في إحدى صوره وهو يضع يده على كتف طفلته في منزله المغمور بالماء ، وهكذا يخوض المصور مندل رحلته عبر الكوارث دون خوف أو تردد ، وذلك فقط من أجل نقل صور واقعية لأحداث مؤسفة .ومن الجدير بالذكر أن المناخ قد تغير كثيرًا خلال الثلاثين سنة الماضية ، وهو ما أدى إلى ازدياد معدل الفيضانات والأعاصير وكل الكوارث التي نتجت عن كثرة التلوث وسوء استخدام الإنسان للموارد الطبيعية ، لذلك يوجد حول العالم الكثير من البشر الذين يعانون في صمت ويحتاجون من يساعدهم أو يشاركهم شعورهم بالألم والحسرة ، وهو ما يفعله مندل خلال رحلاته عبر العالم .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك