أصبح أحد الروّاد البارزين في الكويت ، حيث كان له دورًا اقتصاديًا وسياسيًا مميزًا ، وذلك لأنه كان صاحب الدور الرئيسي في تأسيس الحركة الديمقراطية داخل البلاد ، وقد تقلّد العديد من المناصب الحيوية في بلاده ، كما أنه أصبح عضوًا في العديد من الشركات خارج الكويت ، إنه السياسي والاقتصادي البارز حسين مكي جمعة .نشأته وعمله :
وُلد حسين مكي جمعة في الكويت خلال عام 1929م ، وقد قام بدراسة القرآن الكريم وتلقى تعليمه على يد الملا بلال ، لينتقل فيما بعد ليتعلم في المدرسة ، وكانت نشأته في فترة كانت فيها الكويت هي حلقة الوصل بين بلاد الخليج العربي والهند من ناحية وبين بلاد الشام من ناحية أخرى ، وكان ذلك بعد الازدهار الذي حدث في مهنة صناعة السفن وركوب البحر والتجارة البحرية والغوص .وقد أصبح حسين مكي جمعة أحد الرحالة على السفن التجارية ما بين الهند وإفريقيا ، وقد تعلم خلال تلك الفترة اللغة الإنجليزية بطلاقة ، كما أنه تعلم الملاحة البحرية غير أنه لم يمارس مهنة النوخذة على الإطلاق ، وقد قام بالعمل في التجارة التي اشتملت كل شيء تقريبًا ، وكان لديه محل موجود بالسوق الداخلي بجوار سوق المناخ .تمكن حسين مكي جمعة في مطلع فترة الخمسينات من تأسيس مكتب صغير خاص به للعمل في الاستيراد والتصدير ، وقد تحول هذا المكتب الصغير إلى شركة مساهمة كبيرة خلال عشر سنوات فقط ، ثم توجه حسين فيما بعد للأعمال البنكية ، حيث أنه تقلّد منصبًا هامًا داخل البنك الأهلي ، وقد أصبح هو العضو المنتدب لمدة دامت أكثر من عقدين من الزمن .أصبح حسين مكي جمعة فيما بعد وكيلًا للعديد من شركات التأمين سواء العربي أو الأجنبي ، وقد تمكن من توسيع نشاطاته التجارية حيث أنه استغل النشاط الاقتصادي الكبير القائم في الكويت آنذاك ، حيث كانت هناك حالة من الرواج الاقتصادي في مطلع السبعينات وخاصةً في مجال البترول .وقد تمكن حسين مكي جمعة من الوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال أعماله التجارية التي قام بتوسيعها ، وقد عمل في الاستثمار بعدة مجالات منها على سبيل المثال عمله في مجال العقار الكويتي ومجال الأسماك والسياحة ، وتمكن من الحصول على عضوية بشركة البترول الوطنية الكويتية .لم يقف حد عمله عند المجال الاقتصادي والاستثماري فقط ؛ بل إنه تمكن من العمل على الصعيد السياسي ، حيث قام بالمشاركة في مجلس الأمة خلال فترة السبعينات ، ولقد خاض الكثير من الطرق الجدلية في السياسة في ذلك الوقت وخاصةً عند تأميم شركة البترول الوطني ، وقد كان على دراية تامة بضرورة التضحية في العمل السياسي من أجل خدمة الوطن والمواطن على حد سواء .قام حسين مكي جمعة بتحقيق أفكاره عن التضحية في سبيل الوطن ، وذلك من خلال إشراك خبراته الاقتصادية في عمله السياسي الذي خاضه طوال مسيرته ، وقد حصل حسين على عضوية بعدة شركات خارج حدود وطنه ، حيث أصبح عضوًا في شركة اللؤلؤ في لوكسمبورج ، كما أنه أصبح عضوًا في البنك العربي الأمريكي بنيويورك ، وأصبح كذلك عضوًا في البنك العربي الماليزي .لقد كانت هناك العديد من الأعمال الخيرية بالإضافة إلى الأعمال الاقتصادية والسياسية لحسين مكي جمعة ، ومن أبرز أعماله الخيرية في الكويت إسهامه في إنشاء مركز حسين مكي جمعة الطبي الجراحي التخصصي ؛ والذي تم افتتاحه خلال عام 1982م .