الإعصار الأسود هو مارشال تايلور Marshall Taylor أول بطل إفريقي أميركي لركوب الدراجات ، وقد تحدى تايلور الملقب بـ “الإعصار الأسود” كل الاحتمالات عندما فاز بلقب بطل العالم للدراجات في عام 1899م ، فقد حقق عدد قليل من الناس العديد من الجوائز في مجال الرياضة مثل ؛ مارشال “ميجور” تايلور خاصةً في مواجهة تيار العنصرية المتواصل العنيف الذي عانى منه هذا اللاعب ذو الأصل الإفريقي .ولكن على الرغم من هذا أصبح مارشال تايلور هو أول بطل عالمي من أصل أفريقي للدراجات ، استطاع أن يحصد اللقب ويفوز به وقد عزز جدارته تلك ، لدرجة أنه قد تم وضع اسمه في كتب التاريخ الرياضي ، ومع ذلك فإن قصة حياته المأساوية والمفجعة تظل لا توصف نسبيًا .مارشال تايلور والطفولة :
ولد تايلور في أسرة فقيرة في 26 نوفمبر عام 1878م ، في إنديانابوليس بولاية إنديانا وكان والده جيلبرت ابن عبد ، وكان وأبيه يعملان في ساوثهاردز عند عائلة ثرية في إنديانابوليس ، وكان تايلور ينضم في كثير من الأحيان إلى والده في العمل ، حتى أصبح قريبًا جدًا من دان ابن سوثهاردز ، واهتمت الأسرة الثرية البيضاء بتايلور في منزلهم وأعطته أول دراجة له.لكن تايلور عاد إلى الواقع الفقير ، عندما انتقلت عائلة سوثهاردز إلى شيكاغو واضطر إلى البقاء مع عائلته الفقيرة في إنديانابوليس ، واضطر إلى أن يعمل يوميًا كصبي جرائد ، كما عمل أيضًا في أداء بعض الحيل خارج متجر دراجات محلي يدعى Hay و Willits ، في محاولة لجذب المزيد من الأعمال للمتجر ، حيث لبس تايلور زي عسكري مما أكسبه لقب “الرائد”.ثم بدأت مسيرة تايلور بعد ذلك في ركوب الدراجات لأول مرة ، كمحاولة لاجتذاب العملاء إلى متجر الدراجات المحلي ، لكن توم هاي أحد مالكي المتجر أدخل الرائد تايلور في سباق دراجات بطول عشرة أميال كعمل دعائي ، وفاجأ تايلور الجميع عندما لم يفوز بالسباق فحسب ، بل فاز به في ست ثواني فقط ومن هنا بدأت مسيرة الدراج الأسطوري في الصعود .ولادة “الإعصار الأسود” :
بعدها بدأ تيلور التنافس في جميع أنحاء الغرب الأوسط ، واستمر في العمل في متجر الدراجات ، لكنه وجد نفسه منعزلاً عن الانضمام إلى أي نوادي ركوب محلية ، لأن الأعضاء البيض هناك رفضوا ضم رجل أسود لنواديهم ، ولحسن الحظ وجد مارشال تايلور معلمًا في “لويس بيردي” وهو مونجر مالك شركة ووركسستر لصناعة الدرجات في وورسستر ماساشوستس .وفي أغسطس عام 1896م أدخل مونجر تايلور في سباق للبيض فقط في إنديانابوليس ، ورغم أنه لم يستطع المنافسة بشكل رسمي ، فقد كان له تأثير كبير خلال المسابقة وسجل تايلور رقمًا قياسيًا عالميًا جديدًا في سباق الميل الخامس ، ذلك عندما حلق أسرع بخمسين ثانية من الرقم القياسي السابق الذي سجله راي ماكدونالد ، وعلى الرغم من حطم الرقم القياسي لكنه منع من سباق انديانابوليس .وفي وقت لاحق من نفس العام ذهب مارشال تايلور إلى ماديسون سكوير جاردن في مدينة نيويورك ، للتنافس في أول سباق يستمر لمدة ستة أيام ، وفي نهاية الحدث المرهق قام تايلور بالدوران فيما مجموعه 1732 ميلًا في المركز الثامن ، وفي هذه المرحلة كان تايلور قد شاع اسمه رسميًا في مجتمع الدراجات العالمي ، وبدأ الناس يطلقون عليه “الإعصار الأسود”.صعود تايلور المذهل إلى الشهرة :
بعد نجاح تايلور في مدينة نيويورك اصطحبه مونجر إلى ورسيستر ، ليكون نقطة محورية في فريق جديد للدراجات لكن بعد وقت قصير من الانتقال إلى ماساتشوستس ، ماتت أم تايلور وزادت المصاعب التي يواجهها في مسيرته المهنية ، ولكنه أكمل طريقة للبطولات وقبل عيد ميلاده العشرين كان تايلور قد جمع بالفعل سبعة أرقام قياسية عالمية .وبعد ذلك بقليل حصل على لقب بطل العالم للدراجات في عام 1899م ، الذي واجه صعوبات جمه قبل الفوز به ، وكان تايلور هو ثاني رياضي أمريكي من أصل أفريقي يفوز بلقب بطل العالم ، وعلى الرغم من لقبه وشهرته الجديدة ، كان لا يزال تايلور يواجه العنصرية القاسية ، حيث تم منعه من التنافس في السباقات في الجنوب .وفي الحالات النادرة عندما سمح له بالمنافسة ، كان بعض منافسيه البيض يتكلمون معه بعنصرية وإساءات بالغة له في الدورة ، حيث وقع له حادث مؤسف على وجه الخصوص في نهاية سباق ميل واحد في ولاية ماساشوستس ، حيث جاء بي بيكر في المركز الثالث بعد تايلور ، وبعد السباق هاجم بيكر تايلور بوحشية وخنقه حتى وصل إلى حالة من عدم الإدراك .فاضطرت الشرطة إلى التدخل أثناء وقوع الحادث ، وظل تايلور خمسة عشر دقيقة كاملة قبل أن يستعيد وعيه وكان الحشد يهدد بيكر ، ونصح مستشار تايلور بأن يفكر في مغادرة الولايات المتحدة للسباق في أوروبا ، حيث كان التوتر والعنف العنصريان أقل انتشارًا ، لكن تايلور رفض ذلك ، وفي نفس الوقت تقريبًا تزوج تايلور من ديزي موريس وولدت ابنتهما ريتا سيدني بعد ذلك بعامين في عام 1904م .الحياة والإرث :
سيطر تايلور على عالم الدراجات في العقد الأول من القرن العشرين ، وتقاعد في سن الـ 32 في عام 1910م ويقال أنه حقق 30،000 دولار في السنة ، مما جعله واحدًا من أغنى الرياضيين سواء البيض أو السود في هذا العصر ، ومع ذلك أثبتت الحياة بعد التقاعد أنها صعبة على تايلور ، فقد انهار زواجه بعد خسارته معظم ماله في استثمارات سيئة عام 1929م .وأصبح غريًبا عن ابنته حتى أنه أمضى السنوات الأخيرة من حياته في بيع سيرته الذاتية المنشورة The Fastest Bicycle Rider في شيكاغو ، بينما كان يعيش في جمعية الشبان المسيحيين المحلية ، وقد توفي مارشال تايلور في عام 1932م عن عمر يناهز 53 عامًا في الجناح الخيري لمستشفى شيكاغو ، بعد أن انفصل عن زوجته وابنته .ودُفن في نهاية المطاف في قبر فقير في مقبرة جبل غلينوود في شيكاغو ، ومع ذلك في عام 1948م بعد سماع المتسابقين عن موقع قبر تايلور ، نقل مجموعة من المتسابقين السابقين بدعم مالي من مالك شركة Schwinn للدراجات فرانك شوين رفاته ، إلى قسم أكثر شهرة في المقبرة .ثم تم إدخال Marshall Taylor إلى قاعة مشاهير الدراجات في الولايات المتحدة الأمريكية في الثمانينيات ، كما كرمه مسقط رأسه ورسستر ، بماساشوستس ، وذلك بتشكيل تمثال تايلور بجوار دراجته خارج مكتبة بلدته ، و يعد هذا هو مكان تيلور الراسخ في التاريخ وفي أذهان محبيه .