“اطمئن يا قلبي فما الحب إلا للحبيب الأول”

منذ #قصص حب

بيومٍ من أيام الشتاء القارص، استيقظت الفتاة كعادتها لتعد فطوراً ساخناً لزوجها الحبيب قبل ذهابه إلى عمله، وأثناء عملها بالمطبخ شعرت بالبرد الشديد فتذكرت على الفور ليلة زفافها، لقد كانت في عز البرد وتذكرت حنان زوجها عليها وتعمده القرب منها لكي يُشعرها بدفء أنفاسه؛ ابتسمت ابتسامة خفيفة، وشعرت بأنها تحتاج إليه؛ وعلى الفور حملت الفطور إليه واقتربت منه بهدوء تام، وأيقظته بحنان فقد وضعت يدها الناعمة بلطف على خده لتداعبه، وهمست في أذنه لتوقظه، فغمرها فور استيقاظه بشيء من الحنان وتعالت ضحكاتهما.

بعد تناوله الإفطار ذهب إلى عمله، كانت الفتاة لا تطيق صبراً على رحيل زوجها حتى وإن كان لعمله، فتقضي وقتها كاملاً بالأعمال المنزلية وتهيؤه ليكون مملكة حبها رغبة في كلما وقعت

عيني زوجها لا تقع إلا على جميل، إنه حب حياتها الوحيد الذي لطالما انتظرته طويلا وتوسلت إلى الله راجية أن يكمل عليها فضله ويمنيها بأن يكون من قسمتها بيوم من الأيام؛ وبعدما أنهت كامل واجباتها بكل حب وأعدت طعام الغداء من أجل حبيب قلبها جلست تقرأ بجريدة ما، فوقعت عينها على مقال يقص حكاية زوجة بالرغم من أن قصة زواجها كانت مبنية على قصة حب منذ الطفولة إلا أن زوجها تزوج عليها امرأة أخرى، دب القلق بداخل قلب الفتاة.

عاد الزوج من العمل عابس الوجه، فاصفر وجه الفتاة من كثرة قلقها عليه، فجرت عليه لتأخذه في أحضانها، فسألته:

حبيبي، يمكنني أن أسألك سؤالا حيرني اليوم؟

بالتأكيد.

هل مازلت تحبني؟

ولم هذا السؤال الغريب؟!

جاوبني أولاً.

غير معقول، ترغبين في أن أكررها لكِ يومياً؟!

لما هذه المعاملة منك، إنني لم أتعود منك على هذا.

إنني متعب من كثرة العمل، وأريد أن أنال قسطاً من الراحة، هل تأذنين لي؟

ودخل حجرة نومه غاضباً، فدخلت الفتاة خلفه وساعدته بخلع ملابسه وارتداء ملابس النوم؛ وجعلت رأسه على أحد رجليها وأخذت تلعب بشعره الناعم بلمسات يدها الحنونة، وسألته مجددا، ولكن صوتها في هذه المرة به نبرة الحزن الشديد وممزوج بالبكاء:

هل إذا مت بيوم تتزوج علي؟!

أجننتِ؟!، إنني منهك، هل تتفضلين علي وتتركينني أنام؟ (حيث قالها بعصبية حادة).

قلق رهيب:

تركته الفتاة والدموع في عينيها، ومن كثرة تعبه الشديد استغرق في نوم عميق، وعندما استيقظ أخذ ينادي عليها بصوته العالي ولكنها لم تجب عليه على غير عادتها؛ هنا دخل الشك بقلبه وتساءل في حيرة شديدة:

هل ماتت، وكانت تشعر بدنو أجلها وحاولت أن تخبرني بذلك؟! (فهز رأسه بالإعراض الشديد عن تلك الفكرة التي طرأت بباله من كثرة خوفه عليها).

لا، إنها تركت البيت من العصبية التي عاملتها بها، ما كان ينبغي علي أن أقسو عليها هكذا حتى وإن كنت متعبا.

فترك فراشه مسرعا يبحث عنها بأرجاء البيت كالمجنون، فوجدها مستغرقة في نوم عميق وبين يديها ألبوم زفافهما، فابتسم واقترب منها وحملها بين ذراعيه جاهداً ألا يوقظها من نومها، ووضعها بالسرير وقام بتدفئتها من البرد القارص بين ذراعيه.

.

.

.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك