كان الأمير “خرم” ولي عهد الإمبراطورية المغولية شابا وسيما، تعجب به كل الفتيات، ولكن قلبه لا يهفو إلا لفتاة واحدة، وهي حب حياته، تدعى “أرجماند بانو بيجام” ابنة إحدى العائلات الفارسية، يدعى والدها “عاصف خان”، تلاقت أعينهما عندما رآها في حفلٍ ملكي، وأحبها من النظرة الأولى، وقام بخطبتها لمدة خمس سنوات قبل زواجهما.
تولى الأمير”خرم” لعرش المملكة:
تزوجت “أرجماند بانو بيجام” عندما كان عمرها عشرون سنة، وسميت بممتاز محل بعد زواجها من الأمير”خرم” الذي لقب بالإمبراطور المغولي “شاه جهان” بعد توليه عرش المملكة بعد وفاة والده، ورغم زواجهما فقد زاد عشقهما توهجا وتأججا، على عكس قصص الحب التي تفطر بعد الزواج، وذلك نتيجة لما اتصفت به زوجته.
صفات ” أرجماند بانو بيجام”:
كانت”أرجماند بانو بيجام” في غاية في الجمال، ذات أخلاق عالية، وتتميز بذكائها ورجاحة عقلها، لا تتدخل في شئون
المملكة، ولا تشترك في الدسائس والمكائد التي يدبرنها نساء القصر، ولشدة حب الأمير لها وتعلقه بها كان يصطحبها معه أينما ذهب حتى في أسفاره وحروبه، كانت بمثابة ملكة للأمير، وأنجبت له أربعة بنين وثلاث بنات.
الرحلة الشاقة التي أودت بحياة “ممتاز محل”:
شهدت الفترة الأولى من حكم السلطان “شاه جهان” بعض الانقلابات والثورات، وتمرد بعض الولاة؛ مما دفع السلطان “شاه جهان” إلى التوجه بنفسه لإخضاع والي إحدى الولايات الأفغانية المتمردة، وكالعادة اصطحب زوجته معه، ولكن الرحلة كانت شاقة وطويلة، فأرهقت “ممتاز محل” خلال رحلتها وتعبت، ولأنها كانت حامل تعسرت ولادتها، وشارفت على الموت.
الكلمات الأخيرة “لممتاز محل”:
فذهب إليها السلطان مسرعا وهو يذرف الدموع، وجلس بجانبها، فنظرت إليه “ممتاز محل” وطلبت منه بعض المطالب: “الأول: أن لا يتزوج بأخرى حتى لا ينجب أولادا ينازعون أبنائها، والثاني: أن يبني لها ضريحا يخلد ذكراها ولم يشهده العالم من قبل، والثالث: أن يحسن معاملة أولاده، والرابع: أن يقوم بزيارة الضريح في الذكرى السنوية لوفاتها”، فوافق السلطان على مطالبها، وظل بجانبها منتظرا استعادة وعيها، ولكنها لفظت أنفاسها الأخيرة، ودفنت في بلدة زين أباد، وظل السلطان حبيس قصره لمدة عامين، وخرج على شعبه وهو مبيض الرأس، متقوس ظهره.
تاج محل:
قرر السلطان تنفيذ مطالب زوجته “ممتاز محل”، وبنى لها تاج محل: ضريح من أعظم مساجد العالم من جهة التصميم والزخارف على وجه الأرض في أحمد أباد، وقام بنقل جثمان زوجته إلى تاج محل، وبعد فترة قصيرة خلع السلطان من ابنه، ووضع تحت الإقامة الجبرية حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ودفن بالقرب من زوجته في تاج محل.
.
.
.