لا تندلع الحروب هكذا بين غمضة عين وانتباهتها ، فلكل منها أسباب ونتائج تترتب عليها ، وتلك المعركة التي تسمى بالنورماندي Invasion of Normandy كانت الشرارة الملتهبة التي مهدت لاندلاع حرب عالمية ثانية ، يطيح فيها الأقوى بالضعيف ، وقد اندلعت تلك الحرب في السادس من يونيو عام 1944م على شواطئ نورماندي الموجودة بالوادي الأطلسي .
وذلك بعد عملية الإنزال التي قامت بها قوات الحلفاء بهدف تحرير باريس التي كانت واقعة في أيدي القوات الألمانية النازية ، وكانت هذه الحرب ضمن خطة الحلفاء لغزو أوروبا الشمالية الغربية ، حيث قامت بإلحاح شديد من القائد ستالين كما شاركت فيها القوات الفرنسية الحرة بقيادة شارل ديجول .
الهجوم على الوادي الأطلسي : كان الهدف الرئيس لنشوب الحرب هو الإسراع بتحرير العاصمة الفرنسية باريس ، فبدأ الهجوم ليلًا بهجوم جوي قبل بداية المعركة ، وبعدها بدأت قوات التحالف المكونة من أمريكا وبريطانيا بالهجوم علي شواطئ نورماندي ، وبدأت عملية الإنزال علي خمسة شواطئ منها أوتاه وأوماه ، ولكن لم تنجح القوات في السيطرة علي تلك المساحة الكبيرة ، وتفرقت القوات الأمريكية والكندية والبريطانية وحدثت خسائر جسيمة .
الهجوم على كاين : بدأت المرحلة الأولى من الحرب بالهجوم على كاين ، وذلك لأن قوات التحالف كانت تهدف للسيطرة علي عدة أماكن أهمها كاين ، ولكن قبل الهجوم عليها بيوم واحد سيطرت فرقة بريطانية علي مدينة بايو ، ومنها بدأت فرق الاستطلاع بالعمل لتجهيز خطة الهجوم .
وكانت الخطة المرسومة تقضي بالهجوم الجوي أولًا ، ولكن القوات الألمانية كانت تتجه نحو الحلفاء مما منع كليهما من عبور بحر المانش ، وفي يوم 9 يونيو تمركزت القوات الألمانية جنوب شرق كاين وكونت خط دفاعي حصين للتغلب على قوات التحالف المنتشرة عند نهر الأورن ، فقامت القوات البريطانية بإطلاق فرقة مظلات للهجوم على الجانب الألماني .
احتلال كاين : استمر هذا الهجوم لمدة يومين مما أدى إلى إضعاف كلا الطرفين ، وكانت قوات التحالف تريد إحداث خرقًا في الجانب الألماني ، فبدأت القوات المتحالفة بقصف جوي عنيف لم يحدث من قبل ، على القوات الألمانية المتمركزة في كاين في 18 يوليو .
بعدها تقدمت قوات التحالف لاحتلال كاين ، وتراجع الألمان إلى منطقة بورجيبوس إلى أن سقطت مدينة شاربورغ علي يد القوات البحرية الأمريكية ، وبعدها بأسبوعين شن الجيش الأحمر(روسيا) هجومًا عسكريًا، في يوم 22 لعام 1944م على الجبهة الشرقية لألمانيا ، من أجل تطويق الجيش الألماني .
محاولة اغتيال هتلر : وسرعان ما استنزفت تلك القوات الألمانية الموجودة على الجبهة الشرقية وتم إضعافها تماما ، وشجعت تلك الأحداث مجموعة من العسكريين ، الذين تأمروا معًا من أجل محاولة القضاء على هتلر ، وكانت الخطة بين غونثر فون كلوج والجنرال المتقاعد لودفينغ بيك والدكتور كارل فريدريش جويرديلر .
ولكن باءت محاولات الثلاثة بالفشل ، وكانت تسمى تلك العملية خطة فالكيري ، وهي تعبئة الجيش لعملية انقلاب على هتلر ، يقوموا أثنائها باغتياله والاستيلاء على السلطة ، وفي يوم 20 يوليو كان هناك اجتماع مع هتلر ، فوضع شتاوفنربرج قنبلة تحت طاولة الاجتماع .
وانفجرت القنبلة بعد خروجه بدقائق فنجا هتلر من محاولة الاغتيال ، وفشل الانقلاب وكان رد فعله عنيف جدًا حيث أعدم كبار الضباط وانتحر بعضهم ومن بينهم المشير فون كلوج ، كما انتحر رومل أيضا بالرغم من عدم ثبوت اشتراكه في المؤامرة ، لتنتهي بذلك المرحلة الأولى في الحرب وتبدأ مرحلة جديدة .