هو علي مصطفى مشرفة باشا المولود في عام ١٨٩٨ في مدينة دمياط وهو ينتمي لأسرة من الأثرياء وذوي المكانة في مدينة دمياط، كما كان والده مصطفى مشرفة من المؤيدين لفكر جمال الدين الافغاني ومحمد عبده والأفكار التجديدية، وقد تميز مشرفة منذ طفولته بالعلم والدرس وابتعد عن اللهو واللعب كما اقرانه في ذلك العمر، وقد كان ذلك ناتجاً عن تأثير تربية والدته له وبخاصة أنه كان اكبر اخوته، حتى إنه في سن اقل من الثانية عشر اصبح كبير اسرته حيث توفي والده في عام ١٩١٠ بعد أن فقد ثروته في بورصة القطن ثم انتقل مشرفة مع باقي افراد اسرته إلى القاهرة حيث اقام مع جدته. بدأ مصطفى مشرفة دراسته الثانوية في مدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية حيث كان يقيم بها في القسم الداخلي المجاني، ونظراً لتفوقه استكمل دراسته في مدرسة السعيدية وكان تعليمه بالمجان أيضاً، وقد حصل على الثانوية ثم البكالوريا وكان ترتيبه الثاني علي القطر، وبعدها دخل إلى مدرسة المعلمين العليا ونظراً لتفوقه وحصوله على المركز الأول تم ارساله في بعثة إلى إنجلترا في عام ١٩١٧، وقد انهى دراسته في مدة قياسيه وحصل على بكالوريوس في علوم الرياضيات.
التحق مصطفى مشرفة بالكلية الملكية في إنجلترا للحصول على درجة الدكتوراه وقد بدأ الدراسة في عام ١٩٢٠ وأنهاها في عام ١٩٢٣ بحصوله علي الدكتوراه في فلسفة العلوم، أما في عام ١٩٢٤ حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم من جامعه لندن. عاد مصطفى مشرفة إلى مصر وعمل مدرساً في مدرسة المعلمين العليا وفي عام ١٩٢٥ عندما تم افتتاح جامعة القاهرة عمل بها استاذاً مشاركاً في الرياضيات التطبيقية، ولكنه حصل على درجة استاذاً في عام ١٩٢٦ ولم يكن قد بلغ الثلاثين من عمره مما دفع مجلس الجامعة للاعتراض، وقد بزغ نجم مشرفة في الاوساط العلمية حيث بدأت الدوريات العلمية في نشر ابحاثه والتي كان بدايتها رسالة الماجستير والدكتوراه، وقد كانت فلسفة مشرفة قائمة على أن العلم يجب أن يصل إلى الجميع سواء المتخصصين أو غير المتخصصين، لذا كان متمكناً في تبسيط العلم مما يجعل من السهل على العامة استيعابه، وقد لقب مشرفة بأينشتاين العرب بسبب فكرة وبسبب أنه كان يعمل في نفس مجالات أينشتاين، وقد اهتم كثيراً بنظرية النسبية الخاصة بأينشتاين. كان لمصطفى مشرفة مجموعة مميزة من المؤلفات والأوراق البحثية التي اثرت بشكل واضح على العلم ومنها الميكانيكا العلمية والنظرية والهندسة الوصفية، مطالعات علمية، الهندسة المستوية والفراغية 1944، حساب المثلثات المستوية 1944، الذرة والقنابل الذرية 1945، العلم والحياة 1946. تعتبر واحدة من انجازات الدكتور مشرفة الهامة تحويل دراسة الرياضة البحته إلى اللغة العربية، حتى إنه قام بوضع قاموس للمصطلحات الرياضية مترجماً إلى العربية، كما كان مهتماً باللغة العربية وحافظاً جيداً للشعر ومشجعاً لعمليات الترجمة للكتب والأبحاث العلمية. قالت بعض المصادر بأن ألبرت أينشتاين كان متابعاً لأبحاث وكتابات مشرفة وأنه كانت هناك مراسلات بينهما حتى أنه قد قدم نعياً عند وفاة مشرفة إلا أن الكتاب الذي أصدره أخو مشرفة نفى ذلك وقال بأنه لم يكن هناك نعي أو علاقة تجمع مشرفة بأينشتاين. توفي مصطفى مشرفة في عام ١٩٥٠ حيث اصيب بأزمة قلبية وقد صاحب وفاته بعض الأقاويل حيث قيل بأنه تم وهناك من قال بأن موته كان بسبب الموساد إلا أن اخيه أكد بأن مشرفة مات موتة طبيعية على فراشه اثر نوبة قلبية.