دخل عالم السيارت من أوسع أبوابه ، ليتربع على قمة عرش الرواد في هذا المجال من خلال رؤيته التقدمية التي طورّت من نظام العمل ، وقد أصبح واحداً من أهم المشاهير البارزين في عالم السيارات بعد أن وصل بشركة “تويوتا” إلى العالمية ، وهو ما جعله مؤهل للحصول على العديد من التكريمات والجوائز على مستوى العالم ، إنه الدكتور الياباني “شويشيرو تويودا”. نشأته وتعليمه : وُلد شويشيروا تويودا في منطقة ناغويا باليابان خلال عام 1925م ، تلقى دراسته في مدرسة طوكيو الأولى المتوسطة ، ثم درس في مجال الهندسة حيث تخرج من جامعة ناغويا خلال عام 1947م ، وهو ينتمي إلى عائلة تويودا التي قامت بتأسيس شركة “تويودا أوتوماتيك لوم وركس” ، والتي تمكنت من السيطرة على الإدارة العليا بشركة “تويوتا موتورز” التي تم تأسيسها خلال عام 1937م . انضم تويودا إلى العمل في شركة تويوتا خلال عام 1952م ، ثم تمكن من الحصول على درجة الدكتوراه في مجال هندسة تكنولوجيا حقن الوقود ، وقد تمكن من اكتساب ثقة واحترام كل زملاء العمل على الرغم من صغر سنه سواء على أرض المصنع أو في مختبرات تويوتا الهندسية . عمل تويودا على إعادة هيكلة شركة تويوتا التي كانت لا تزال تعاني في تلك الفترة من التبعات السيئة للحرب العالمية الثانية ، إلا أنه أدرك مدى أهمية الجودة في الصناعة ، مما جعله يقوم بتدريب العمال على فهم أهمية توفر الجودة العالية من أجل الوصول إلى إرضاء العملاء ، حتى أصبحت رؤيته هي المنهج الذي تعتمد عليه الشركة فيما بعد .
مناصبه في شركة تويوتا : بعد مرور عشر سنوات من عمله الجاد في شركة تويوتا ؛ حصل على منصب المدير العام للشركة خلال عام 1961م ، ثم أصبح المدير العام الأول خلال عام 1967م ، وفيما بعد أصبح نائب الرئيس التنفيذي خلال عام 1972م ، ومن ثم رئيساً للشركة خلال عام 1981م ، وقد تم العمل على دمج منظمات التصنيع والمبيعات داخل الشركة ، والتي تشكلّت تحت كيان واحد باسم “تويوتا موتورز” خلال عام 1982م ، حيث أصبح تويودا هو أول رئيس لهذا الصرح . كان تويودا يسعى دائماً إلى الوصول بشركة تويوتا إلى القمة لتصبح شركة عالمية رائدة في عالم السيارات ، مما جعله يقوم بعقد صفقة مع شركة “جنرال موتورز”خلال عام 1983م ، حيث أنه كان يعمل على اختبار تصنيع تويوتا داخل بيئة أمريكية ، وبذلك أيضاً يوفر الفرصة لشركة جنرال موتورز كي تتعلم كيفية النظام المتبع في إنتاج شركة تويوتا . وصلت شركة تويوتا إلى الريادة في أمريكا الشمالية ، حيث أصبحت قادرة على قيادة 13 منشأة إنتاج بامريكا الشمالية ، وكذلك العمل على إدارة مجموعة مكونة من 52 شركة للتصنيع موجودة في 26 بلداً ، وذلك بفضل الجهود الناجحة لتويودا الذي عمل على الوصول إلى الأسواق المحلية العالمية ، حتى تمكن بالفعل من بناء أول سيارة لشركته الجديدة خلال عام 1984م . قام الدكتور تويودا بالاهتمام بطرق الحفاظ على البيئة ، حيث قامت شركة تويوتا خلال عام 1992م بنشر أول “ميثاق الأرض” ، وهو عبارة عن خارطة طريق مقدمة للشركات من أجل المساهمة في المسؤولية البيئية ، حيث نصّ هذا الميثاق على المبادئ التوجيهية الخاصة بالإدارة البيئية ، وقد قامت باعتماده أكثر من 600 شركة تابعة إلى مؤسسة تويوتا الضخمة ، كما عمل تويودا على استخدام تكنولوجيا وبرامج تحافظ على سلامة البيئة .