قصة أبو الكيمياء جابر بن حيان

منذ #قصص نجاح

ظل الإنسان منذ بدء الخليقة ، يتأمل الكون من حوله ، وما يحيط به من أرض وسماء ومياه وهواء وصخور وجبال ، وغيرها من الطبيعة الواسعة والمتعددة المعالم ، حتى بدأ يتعلم ويدرس وينشغل بكيفية تكون هذا العالم المحيط به ، فشاهد كيف يحتك الصخر ببعضه بعضاً ليولد النار ، وفغر فاه أمام ألوان قوس قزح ، بعدما هطل المطر ، وبدأ في تأمل انكسار الملعقة في كوب الماء ، وكيف للمياه أن تجعل حديداً يبدو منكسراً بهذا الشكل ، فدخل الإنسان في حقبة من الخرافات والأساطير ، التي تناقلتها الأجيال في محاولة لسبر أغوار الكون . ولا يعلم الكثيرون أن علماء المسلمين ، كانوا هم الأسبق في الوصول للعديد من الحقائق العلمية ، والطبية والكيميائية المختلفة ، قبل أن يصل إليها الغرب بقرون طويلة ، حتى أن علماء المسلمين قد نقلوا لأوروبا ، خبراتهم الطبية والعلمية ، على يد البعثات التجارية والعلمية ، والحروب والاستعمار وغيرها ، ومن بين أشهر من قدموا إسهامات علمية واضحة ، العالم المسلم جابر بن حيّان ، أو أبو الكيمياء كما لُقّب . العالم المسلم جابر بن حيّان ، هو أشهر العلماء المسلمين ممن أحدثوا ثورة في علوم الكيمياء ، حيث استحدث هذا العالم الجليل ، طرق الاستكشاف العلمي بناء على التجربة ، بدلاً من الاستقراء والمشاهدات فقط ، تلك التي أدت لدخول العقول البشرية ، في تيه واضح خاصة مع بروز علوم الفلسفة واجتياحها للسطح الفكري ، فبدأ العالم جابر بن حيان ، في التجارب العلمية من أجل التوصل ، إلى طبيعة المواد المختلفة سواء أكانت صُلبة أم سائلة أم غازية . وظل المنهج الذي أسسه بن حيان هو المنهج السائد بعد ذلك ، نظراً لقدرته على الرصد والملاحظة العلمية الدقيقة ، والاستنتاج بناء على معلومات معرفية واضحة ، تلك المنهجية التي انتقلت إلى أوروبا ، واستحدثت أفضل الطرق ، التي أدت إلى نهضة علمية كبيرة ، مكّنت الكثير من العلماء ، من الابتكار والاختراع والاكتشاف ، لكل ما هو جديد .

مولده ونشأته : جابر بن حيان الشهير بأبو الكيمياء ، ولد بالكوفة عام 101هـ ، وقيل أن جذوره تعود إلى خراسان ، ونشأ بن حيان لأب يعمل في مجال العطارة ، وحرص على تعليمه ، كل ما يتعلق بتلك المهنة ، فعلمه علوم وأصول العطارة ، والتفرقة بين الأعشاب والنباتات النادرة ، وكيفية تصنيع الدواء منها ، فأصبح لدى جابر علم واسع ، بكل من العلوم الفلسفية والطبيعية والطبية أيضاً ، وهو مازال في سن مبكرة ، وكل ذلك كان ملهماً له ، لدراسة علوم الكيمياء . إسهامات جابر بن حيان العلمية : قدّم العالم المسلم جابر بن حيان ، العديد من الإسهامات العلمية ، التي ساهمت في تأسيس علم الكيمياء ، وأثرت فيما بعد في الكثير من العلوم الأخرى ، فبلغت مؤلفاته أكثر من ثلاثة آلاف مخطوطة مترجمة ، من اللغة اللاتينية إلى اللغة العربية ، وكان من أهم ابتكاراته أنه عمل على تحضير ، حامض الكبريتيك وقام بتقطيره من الشبّة الملحقة به ، ثم أطلق عليه زيت الزاج ، كما استطاع بن حيان أن يفصل الذهب عن الفضة ، باستخدام نفس الحامض ، وهذه الطريقة مازالت مستخدمة حتى يومنا هذا ، في تقديرات عيارات السبائك الذهبية. مؤلفات جابر بن حيان : استطاع بن حيان أن يعمل على تأليف ، أكثر من آلاف الكتب في مجالات علمية متنوعة مثل الفلسفة والطبيعة والكيمياء ، وكان من بين أهم مؤلفاته كتاب السموم ودفع مضارها ؛ والذي يعد أشهر كتب بن حيان على الإطلاق ، ويتكون من خمس فصول متنوعة ، مثل السموم النباتية والسموم الحجرية والحيوانية ، وكيفية علاجها وإخراجها من جسم الإنسان ، هذا الكتاب الذي جمع بين كل من الطب والكيمياء . كذلك كتابه المميز والذي يوجد منه نسخة أصلية ، تقبع في متحف بريطانيا وهو كتاب الخواص الكبير ، وكتابه الحديد الذي تحدث فيه بشأن كيفية استخراج الحديد ، من أصوله الأولية ، ولجابر بن حيان كتب أخرى ؛ مثل نهاية الإتقان ، والرحمة والتدابير والموازين . ويعد جابر بن حيان ، بشهادة علماء الغرب ، أول من علَّم الكيمياء ، وأكبر دليل على ذلك أن كثيراً من المصطلحات التي وضعها ، مازالت مستخدمة في مختلف اللغات الأوروبية .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك