قصة كوبرنيكوس عالم الفلك

منذ #قصص نجاح

نيكولاس كوبرنيكوس هو عالم فلك بولندي الأصل ، وهو صاحب نظرية أن الشمس ، هي مركز المجموعة الشمسية ، تلك النظرية التي تسببت في حدوث جدل واسع ، في الوسط العلمي والكنسي أيضاً ، في هذا الوقت ، حيث تسببت نظريته في منع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ، تداول كتب كوبرنيكوس ومؤلفاته . نشأته وتعليمه : وُلد كوبرنيكوس في مدينة تورون ، عام 1437م في بولندا ، على حدود مقاطعة بروسيا الألمانية ، وكان ينتمي لعائلة بها ثلاث أشقاء غيره هو الرابع بينهم ، وكان والد كوبرنيكوس يعمل تاجراً في المدينة ، ونفس الحال لوالدته التي انحدرت من الأصل ، لعائلة من التجار . توفى والد كوبرنيكوس في عام 1483م ، فتولى خاله ويدعى لوكاس واتزنرود ، أمور تربية كوبرنيكوس ، وقد كان لوكاس على وشك أن يتولى ، أسقفاً بكنيسة فارميا آنذاك ، وبالتالي بدأ لوكاس في تعليم كوبرنيكوس كافة الأمور الدينية أولاً ، تأهيلاً منه لكوبرنيكوس ليكون كاهناً بالكنيسة . السفر إلى إيطاليا حيث الشغف بالرياضيات أكبر من الإنجيل : عندما بلغ كوبرنيكوس الثامنة عشرة من عمره ، سافر إلى إيطاليا ليلتحق بالجامعة بها ، من أجل دراسة قوانين وتشريعات الكنيسة الكاثوليكية ، وذلك حتى يلحق بخاله في مجال الدعوة الكنسية ، إلا أن كوبرنيكوس التحق بدراسة الرياضيات وعلم الفلك ، وابتعد تماماً عن هذا الطريق ، المرسوم له من قبل خاله . ارتاد كوبرنيكوس الجامعة في عام 1491م ، حيث بدأ اهتمامه بالفلك والكون من حوله ، فدرس الرياضيات والفلك وعلوم التنجيم ، وظهر شغفه الواضح خلال دراسته ، إلا أنه وتحت ضغوط شديدة من قبل خاله ، ترك كوبرنيكوس شغفه ، وأنهى دراسته قبل أن يحصل على الشهادة ، ليعود إلى موطنه إتماماً لما بدأه ، حتى يصبح كاهناً ، ولكن كوبرنيكوس لم يستمر في الأمر كثيراً ، فعاد بعدها لدراسته مرة أخرى ، فسافر إلى إيطاليا ليدرس الطب ، ويحصل على شهادة الدكتوراه في القانون الكنسي .

وبحلول عام 1496م ، انطلق كوبرنيكوس صوب جامعة بولونيا الإيطالية ، تلك التي حصل منها خاله على درجته العلمية في القانون الكنسي ، وبدأ هو من خلالها بأحد البرامج الدينية بالجامعة ، ليشاء القدر أن يلتقي كوبرنيكوس ، بأحد علماء الفلك ويدعى دومينيكو ماريا نوفارا ، ويتبادلا المعلومات والحقائق والنظريات ، واشتركا معاً في السكن ، ومن هنا شجعه دومينيك على استكمال دراسته لعلوم الفلك مثلما بدأ . ترك كوبرنيكوس دراسة الطب بعدما عاد إليها ، ليتولى منصبه في كنيسة فارميا ، كما تم التخطيط له من قبل خاله ، إلا أنه بحلول عام 1503م ارتاد جامعة فيرارا ، ليخضع إلى اختبارات نيل الدكتوراه ، بالقانون الكنسي مثل خاله ، ثم عاد مرة أخرى ليشغل منصب كاهناً بالكنيسة ، وعاش كوبرنيكوس تحت مظلة الأساقفة ، أثناء اهتمامه بخاله وقد شغل نفسه في هذا الوقت ، بدراسة علم الفلك . عرف عن كوبرنيكوس أنه فيزيائياً ورياضياً نابغة ، إلى جانب كونه دبلومسياً ومترجماً ، على الرغم من عدم حمله لشهادات رسمية تؤكد خبرته في تلك العلوم ، إلا أنه كان يتحدث خمس لغات هي ؛ اليونانية والإيطالية ، والألمانية واللاتينية والبولندية . وضع بطليموس في هذا الزمن ، نظرية مفادها أن الأرض هي مركز الكون ، وتدور حولها بقية الأجرام السماوية الأخرى ، وكانت تلك النظرية قد وضعت قبل ألف عام ، من قدوم كوبرنيكوس إلى الحياة . إلا أن كوبرنيكوس عندما بدأ في دراسة الأمر ، اكتشف وجود خطأ كبير في نظرية بطليموس ، وكشف أن النتائج التي توصل إليها بطليموس ، لا يمكنها أن تفسر حركة الدوائر والأرض المرصودة ، باعتبار أن الأرض مركز الكون كما قال بطليموس ، وانتهى كوبرنيكوس في النهاية إلى أن الشمس هي مركز الكون ، وليست الأرض . بالطبع لم يتفق الكثيرون مع نظرية كوبرنيكوس ، بشأن مركزية الشمس ، وكان أشهر من اختلفوا معه وحاربوا فكره ، المفكر الدنماركي تيخو براهي ، هذا الذي عمل على بناء مرصد فلكي ، يسبر من خلاله أغوار الكون ، وكان الطريف في الأمر ، أن هذا المرصد هو ما استخدمه تلميذه كيبلر ، ليؤكد في النهاية من خلال الرصد ، صحة نظرية كوبرنيكوس. وعلى الرغم من هذا الهجوم على نظرية كوبرنيكوس ، إلا أنه لم يكن الوحيد أو الأول ، الذي أقر بتلك النظرية ، حيث سبقه الفلكي أرسطرخس الساموسي ، الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد ، إلا أن آراء بطليموس عندما أتت ، حلت محل آراء أرسطرخس ، نظراً لأنها كانت فقط ، تتفق مع معتقدات الكنيسة الكاثوليكية الرومانية . إلا أنه وبمرور الوقت ، بدأ الجميع في تقبل نظرية كوبرنيكوس ، وفتحوا المجال للبحث والتقصي بشأنها ، على يد كل من ، جاليليو جاليلي ويوهانس كيبلر ، هذا الأخير الذي رصدت ملاحظاته أن الشمس تقع في مركز المجموعة الشمسية ، إلا أن الكواكب تسير في مدارات بيضاوية ، وليست دائرية ، توفي كوبرنيكوس عن عمر ناهز السبعين عاماً ، إثر إصابته بسكتة دماغية ، في عام 1543م .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك