تلقت مباحث المدينة مكالمة هاتفية من مدير البنك ، يبلغ عن عملية سطو تعرض له البنك ، واستحواذ المعتدين على مبالغ مالية قدرها مليون دولار ، انتقل عميد الشرطة إلى البنك ، واستقبله مدير البنك واصطحبه للطابق السفلي حيث توجد خزانة البنك ، وعاين هناك شخص فاقد الوعي وملقى على الأرض ، كان ذلك الرجل هو أمين الخزانة الخاصة بالبنك
طلب عميد الشرطة سيارة الإسعاف لنقل أمين الخزانة لإجراء الإسعافات اللازمة له ، وقام المختصون بفحص مسرح الجريمة ، ومسح أي بصمات قد توجد ، ولكنهم لم يكتشفوا أي بصمة تقودهم إلى الفاعل ، وبدا وكأن الجناة كانوا يرتدون قفازات
صرح أمين الخزانة للمحققين بعد أن استعاد وعيه ، بأنه نزل إلى الخزانة ليحضر المال لأحد العملاء ، وما إن فتح باب الخزانة حتى تلقى ضربة قوية على رأسه أفقدته الوعي
استجواب مدير البنك : لم يكن في كلام أمين المخزن ما يفيد القضية بشيء ، فتم استجواب مدير البنك الذي أخبر الشرطة إنه حضر إلى البنك الساعة الثامنة صباحًا ، وقبل وصول الموظفين ، ونزل إلى الطابق السفلي حيث توجد الخزانة ، ووجدها مغلقة كما تركها بالأمس الساعة الخامسة بعد العصر
وأضاف مدير البنك أن أمين المخزن حضر في الساعة التاسعة صباحًا ، وقد طلب منه أحد العملاء المال ، فنزل إلى الخزانة ليحضر المبلغ له ، ولما طال انتظار العميل لجأ إلى مدير البنك
لحظتها اكتشف مدير البنك الذي حدث ، وكانت الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم ، ولاحظ مدير البنك أن الباب الخلفي للخزانة ، والمؤدي إلى موقف السيارات الخاصة بالبنك كان مفتوحًا ومن المعتاد أن يكون مغلقًا ، مما يؤكد تسلل السارق منه
الخيط الأول لفك لغز سرقة البنك : تم مشاهدة كاميرات المراقبة ، ولفت الانتباه اللقطة الأخيرة من الشريط ، حيث كانت تظهر شخصًا يرتدي زي حراس أمن البنك ، ويغادر من الباب الخلفي للبنك ، مما يثير الشكوك ، وكانت تلك اللقطة تمثل الخيط الأول الذي يمكن الاعتماد عليه في الوصول للفاعل
وكان لدى الشرطة اقتناع تام أن من قام بعملية السرقة ، لابد أن يكون لديه شريك من داخل البنك ، قررت النيابة الاستماع إلى أقوال كل حراس الأمن ، المختصين بحراسة البنك وتفتيش منازلهم لكن لم يسفر التفتيش عن شيء
التعرف على المشتبه به : تم البحث في سجلات حراس الأمن ، وصارت التحريات ترتكز على حارس أمن يدعى عمر الخلدوني ، خاصة بعد التحري عنه وجد أنه تم طرده من شركة للحراسة الخاصة ، بعد أن ضبط متلبسًا بسرقة مواد غذائية
وضعت الشرطة ذلك الشخص رهن المراقبة ، وقد لوحظ أنه كثير التردد على حديقة مهجورة ، ودائم الجلوس في المكان عينه لا يغيره ، وبعد ثلاثة أيام من وضعه تحت المراقبة ، بدا للمحققين أن ذلك الرجل يخطط لشيء ما ، خاصة بعد أن قدم استقالته من شركة الحراسة
التحقق من السارق: وفي أحد الأيام الممطرة لوحظ خروج عمر الخلدوني من منزله قاصدًا الحديقة ، وقد حفر أسفل شجرة هناك ، وأخرج كيس بلاستيكي وعاد إلى المنزل ، وفي صباح اليوم التالي اقتحمت الشرطة منزله ، وبالبحث عثر على الكيس البلاستيكي ، وكان به مبلغ من المال يعادل المسروق من البنك
التعرف على شريك عملية السطو على البنك: قاده المفتشون إلى مركز الشرطة ، واعترف بسرقته وشريكته وهي سكرتيرة مدير البنك ، التي سهلت له عملية السرقة عن طريق استنساخ مفتاح خزانة البنك ، مقابل مبلغ من المال لتسديد ديونها التي كادت تسجنها