الحديث نوعان حديث هادىءعقلانىمنطقى وحديث آخر مكشوففاضح بدون أي حياء!!
والمسلم بحق يحرص على أن يكون كلامه وحديثه صادقا دائما جادا ليس فيه مكان للهزل والسخرية ولقد إنتشرت فى الآونة الأخيرة فـــــى(بعض) المجتمعات الإسلامية للأسف الشديد فئة من الناس أضلها الشيطان واتبعت خ طاه بل هى تلهث وراءه بحجة تقوية الروابط بين زملاء العمل أو الشلـــة الواحدة ذكور وإناث وتلك هى أفدح مخاطر الإختلاط بين الجنسين حيــــث يتسلل إبليس اللعين إلى النفوس وتكون المرأة بالطبع أقوى أعوانه وأخطر أسلحته !
فكثيرا ما أسمع ألفاظ تخدش الحياء العام يتداولها زملاء وزميلات الحجرة الواحدة فى العمل وتصيبنى الدهشة من كل هذه الجرأة فى الحــــــــديث !
فالرجل منهم يتكلم مع زميلته فى العمل فى أدق أدق خصوصياته وكـــــذلك المرأة دون مراعاة للآداب العامه وإحترام الحياة الخاصة !
وهذا ما رأيته وسمعته بنفسى من صاحبى أيمــــــــن الذى جائنى ذات ليـلة والكآبة بادية على ملامحه قائلا :
أنا رجل حاصل على شهادات عليا وأعمل فى مجال يحتاج إلى دقــة وتحليل ما يحدث حولى ومحاولة إستنباط الأحداث وزوجتى فردوس تعـــــــمل منذ تسعة سنوات مع ثلاث سيدات أخريات وسبـــــــــــعة من الرجال فى إحدى المصالح الحكومية ونتيجة لطول المدة التى يقضونها فى العمل يوميــــــــا والتى قد تقارب أحيانا الثمانى ساعات كل يوم فلقد توثقــــــت الروابط بين أفراد مجموعة العمل رجالا ونساءا حتى أنه إذاغاب فرد منهم لا تنقــــــطع
التليفونات بينهم لمعرفة السبب !ـ فى حين إنه لو مرض أحد من عائلتى أو عائلة زوجتى فأنها لا تهتم بالسؤال عنهم !
تصور يا صديقى أننى لا أحظى بتناول الطعام مع فردوس زوجتى إلا يــــوم الجمعة فقط من كل أسبوع أما باقى أيام الأسبوع فإنها تعود من عملها فى الثانية بعد الظهر فتعد طعام الغداء لى أنا وأولادى ثم تدخل غرفة النوم لتنام وإذا سألتها لماذا لا تأكل معنا أجابتنى بأن فلانا من زملاء العمل قــد خرج من المكتب عند الظهر وأحضر طعاما شهيا فتناولت المجموعة كلـــها غداءها معا وبعد أن تنام الهانم زوجتى فترة القيلولة تصحو لتناول الشاى
وأثناء تناول الشاى وقت الأصيل يتاح لى فقط الحديث معها ولفـــــــــترة لا تتجاوز الربع ساعة تبدأ بعدها مباشرة الإتصالات التليفونية فتتصـــل أولا بأمها ثم أخواتها ثم باقى أفراد الشلة من زملاء وزميلات العمل ويستمـــــر هذا الحديث التليفونى حتى التاسعة مساءا فتــــعد لى وللأولاد العشـــــــاء لنتناوله وحدنا وتأخذ هى (ساندوتش) فى يدها وتدخل غرفة النوم لتقــــرأ الجرائد والمجلات إلى أن تنام !
وبذلك يصبح الوقت المتاح لى للحديث مع زوجتى لا يتجاوز 15دقيقة فقط كل يوم ويكون محور حديثها خلال تلك المدة القصيرة أيضا عن مجموعة العمل والنكت التى قالتها فلانة أو فلان وأدهش حين أجد بعض هذه النكات من النوع الذى لا يجوز روايته بين الرجال والنساء مهما يكن عمق العلاقة بينهم!!
والأدهى من ذلك عندما تحكى لى زوجتى العاملة أن فلانة من زميلاتها قــد اشتكت أمام الجميع من الزملاء والزميلات من أن زوجها المريــض بكذا لا يقوم بواجباته معها كما ينبغى! وأشياء كثيرة من ذلك القبيل يندى لهــــــــا الجبين !
فأى زمالة هذه
وأى عمل حكومى محترم هذا الذى تتعرى فيه النـــــفوس والأحاديث إلى هذا الحد !!
وعندما سألت زوجتى فردوس مستنكرا كيف يجوز أن يدور حديث من هذا النوع بين سيدات متزوجات ورجال أعزاب عنهن مهما يكن عمق العلاقـــة بينهم ! فتجيبنى ببساطة أنهم جميعا أصدقاء وإخوة !
وحاولت مرارا إقناعها أنه لا يجوز فى أى ع رف ودين أن تصل هـــــــــــذه الأخوية بين سيدة ورجل أجنبى عنها إلى هذا الحد المكشوف فتوافقـــــنى
**** تابع : قصة الحديث المكشوف!
فى الظاهر فقط بدون أى وخز من ضمير أو ندم !!
تلك هى آفة المجتمعات المختلطة وهذه هى نتائج الإختلاط بين الجنســـــين وأنا الآن فى حيرة من أمر زوجتى ولا أدرى ماذا أفعل !
ــ قلت لصاحبى أيمن : إذا كنت لا تحتاج راتب زوجتك فيمكنك دعوتها لترك العمل والتفرغ لتربية الأولاد هذا فى نظرى هو أفضل الحلول وإعلـــــــم أن الحديث المكشوف بين الزملاء والزميلات فى العمل ليس تحررا فقـــــط ولا حتى حميمية ولا يمت للصداقة بصلة و للإخوة وإنما هو دعـــــــــوة صريحة لهتك الأستار وتجاوز الحدود بين الطرفين وهذا فى حد ذاتـــه هو التقليد الأعمى لبعض آفات المجتمعات الغربية سببه الأساسى هو الفـــــراغ الطويل الذى لا يشغله عمل جاد ويفتح المجال لأعــــــــوان إبلــيس لتزيين الباطل بمعسول الكلام والفاضح من القول والحديث !
ولذلك فال معلمنا الشيخ الجليل محمد الغزالى رحمه الله :
إن من الحكمة المباعدة بين أنفاس الرجال وأنفاس النســـــــاء فى أى إختلاط فوضوى !
إن الموضوع جد خطير يقرر مصير الأسرة المسلمة والمجتمع الإسـلامى
ونرجو المولى سبحانه وتعالى أن يعصمنا من الخطأ والخطيئة ويبعد عنــا أعوان إبليس من شياطين الجن والإنس !