تدور أحداث القصة ، في أحد البلدان العربية ، عن جحا الشخصية الشهيرة المعروفه بالذكاء والفطنة ، عندما قام أحد أغنياء البلدة ، بدعوته على حفل عشاء ، وكان هذا الغني معروف عنه البخل الشديد ، وقد اندهش كل المدعوين بالمائدة الضخمة ، التي أعدها إليهم بالفعل ، ولكن حدث ما توقعه جحا فقد قام الغني بحيلة حتى يمنع الحضور من تناول الطعام ، وقد كشف جحا حيلته بذكائه المعهود
بداية القصة:
يحكى أنه في يوم من الأيام ، مرض أحد أغنياء البلدة البخلاء مرضاً شديداً ، فدعا الله أن يشفيه منه ، فاستجاب الله دعاءه ، فأرسل الغني في طلب جحا
جحا والبخيل :
أتى جحا إلى الغني البخيل ، مباركاً بالشفاء من المرض الشديد ، فقال الغني لجحا : لقد وعدت بإقامة حفل عشاء حينما أشفى من مرضي ، والآن أريد منك الذهاب معي ، لدعوة الأصدقاء
تجول جحا ، والغني البخيل داخل البلدة ، لدعوة الأهل والأصدقاء ، وقد جاع جحا جوعاً شديداً من كثرة التعب والإرهاق ، وظل على هذه الحالة حتى المساء ، دون أن يقدم له الغني أي طعام
الحفل :
أمر الغني الطاهية ، بوضع الأطباق فوق الموائد ، وبعد قليل أقبل الأصدقاء نحو بيت الغني البخيل ، وهم في ريبة من أمر صاحب الدعوة ، لما عرف عنه من البخل الشديد ، فلما دخلوا غرفة الطعام وجدوا الكثير من الأطعمة ، ومنها الرومي المحشو والفطائر والبقلاوة ، وما ماثل ذلك من الأطعمة الجيدة ، ممدودة على المائدة
فتعجبوا ، ولم يعد جحا يطيق الصبر على الجوع ، فتقدم وجلس أمام المائدة ، وتبعه الحاضرون بالجلوس أيضا ، فجاء الطاهي بحساء الشوربة ، والتي تفوح منها رائحة التوابل الشهية ، فأخذ الغني ملعقة من الشوربة وذاقها
الغني البخيل والطاهي:
ثم التفت إلى الطاهي ، وقال له : كم مرة نبهتك ألا تضع في الطعام ثوماً ؟ ، فقال الطاهي : يا سيدي ، هذا لزوم الطعام ! ، قال الغني آمراً : هيا ، ارجع هذا الاناء ، وارفعه من أمامنا ، فرفع الطاهي الحساء ، وجحا يتحسر ولا يظهر تحسره ، ثم نظر الغني إلى الديك الرومي المحشو ، كأنه أحسن ما يكون ، والتي تفوح منه روائح البهارات ، فالتفت الغني للطاهي
وقال له : تعساً لكم ، ألا أمرتكم ألا تضعوا تلك البهارات في المأكل ؟ ، فرد عليه الطاهي : إنه لزوم الطعام ! ، فقال له الغني البخيل : هيا ارفعه حالا ً ، فرفع الطاهي الديك الرومي ، وجحا يتأوه ويتحسر ، وهو يشيعه بنظراته حزيناً كئيباً
فطنة جحا وسرعة التصرف :
ثم أتى الطاهي بالبقلاوة ، وأراد أن يبدأ بتوزيعها من عند جحا هذه المرة ، رعاية للترتيب ، فصاح صاحب الدعوة فيه قائلًا : أيها الأبله ، كيف يأكل جحا الحلو قبل الطعام ؟ ، فانسحب الطاهي بالبقلاوة مذعوراً ، ورأى جحا أن كل الطعام ، قد أخذ من أمامه بحيلة من الحيل ، وبسرعة أخذ جحا ملعقة ، وأسرع بها إلى طبق الأرز ، الموضوع فوق المائدة أمامه ، وهو مغطى بالفستق واللوز ، وتفوح منه الرائحة العطرية ، وأخذ يأكل ملعقة تلو ملعقة
فقال صاحب الدعوة : انتظر يا جحا ، إلى أن يحين وقت الأرز ! ، فقال له جحا للغني البخيل : يا سيدي ، أمهلني قليلًا لأملأ معدتي ، من طعامك اللذيذ ، بينما أنت تعدد عيوب تلك الأطعمة وتقوم بمجاوزتها
من نوادر حجا