يحكى أنه ذات يوم كان هناك فتاة سمراء البشرة جميلة الملامح ممشوقة القوام تدعى لؤلؤة الصباح تعيش في أحد الغابات الأفريقية مع أخويها كهرمان ومرجان ، وكان يمر بجوار كوخ لؤلؤة الصباح نهرًا هادئ جميل ، وتحيط به الأشجار الكبيرة
كانت لؤلؤة الصباح تحب بيتها الهادئ وأخويها كهرمان ومرجان ، ولكنها كانت تتمنى أن يصبح لون بشرتها ناصع البياض ، فقد حكت لها جارتها أم جعفر عن النهر الفضي ، كان النهر الفضي يحول لون كل من يمر به إلى اللون الأبيض ، لذلك أرادت لؤلؤة الصباح أن تذهب إليه
وفي أحد الأيام قرر كهرمان ومرجان الذهاب في رحلة ، لذلك جهزا عدة الصيد وأخبرا أختهما لؤلؤة الصباح أنهما سيغيبان بضعة أيام عن المنزل للصيد ، طلبت لؤلؤة الصباح من أخويها أن يصطحباها معها في الرحلة ، لكنهما رفضا أن تلك الرحلة قد تكون خطيرة ، فمن الممكن أن تؤذيها بعض الحيوانات المفترسة ، لكن لؤلؤة الصباح ألحت في طلبها
فسألها أخوها كهرمان لماذا تلح في الخروج معهم هذه المرة ، أجابته لؤلؤة الصباح أنها تريد أن تبحث عن النهر الفضي الذي أخبرتها عنه أم جعفر للتحول بشرتها السمراء إلى بيضاء ، ضحك كهرمان من كلام لؤلؤة الصباح وأخبرها أن هذا الكلام مجرد خرافات لا أساس لها من الصحة
وانطلق كهرمان ومرجان في رحلتهما ، لكن لؤلؤة الصباح حدثت نفسها بأن جارتها أم جعفر سيدة عجوز وقد مرت بخبرات كثيرة في الحياة ، وأن حديثها عن النهر الفضي لابد وأن يكون حقيقة
قررت لؤلؤة أن تذهب بنفسها للبحث عن النهر ، فذهبت أولًا إلى جارتها أم جعفر وسألتها إن كانت قد رأت النهر الفضي بعينيها ، فأجابتها أم جعفر أنها لم تذهب إليه من قبل ، ولكن فارس الغابة يعرف طريقه
سارت لؤلؤة الصباح في الغابة حتى رأت شخصًا ضخمًا يصطاد في الغابة ، فسألته هل أنت فارس الغابة ؟ أجابها أجل أنا فارس الغابة من أنت وماذا تريدين مني ؟ أجابته أسمي لؤلؤة الصباح وأريدك أن تدلني على مكان النهر الفضي
قال لها حسنا سأدلك لى مكانه ولكن بشرط أن تقومي بطهي هذا الأرنب لي أولا ، قامت لؤلؤة بطهي الأرنب لفارس الغابة ، فلما أكله فارس الغابة أعجب جدًا بطهي لؤلؤة ، لكنه لم يدلها على مكان النهر ، باتت لؤلؤة الصباح ليلتها في العراء بجوار كوخ فارس الغابة لعله يرشدها إلى مكان النهر الفضي
وفي اليوم التالي أحضر فارس الغابة المزيد من الصيد وطلب من لؤلؤة طهوه ، وظلت لؤلؤة تطهو له الطعام وتنام في العراء حتى تعبت ، وقد علمت أنه لن يرشدها إلى مكان النهر فقررت أن تعود إلى كوخها
لما علم فارس الغابة أنها سترحل رفض وقام بربطها بأحد الأشجار حتى لا ترحل وتستمر في إعداد الطعام الشهي ، شرعت لؤلؤة الصباح في البكاء ، لما عاد كهرمان ومرجان من رحلتهما بحثًا عن لؤلؤة الصباح في الكوخ لم يجدها ، فتوجها لكوخ أم جعفر ليسئلا عن لؤلؤة الصباح ، أخبرتهم أم جعفر أنها ذهبت لتبحث عن فارس الغابة
بحث كهرمان ومرجان في الغابة ، حتى سمعا لؤلؤة الصباح تبكي فأسرعا إليها وفكا قيودها ، وعادا بها إلى البيت ، اعتذرت لؤلؤة الصباح لأخويها لأنها علمت أنها أخطأت حين خرجت بمفردها من الكوخ لتبحث عن النهر الفضي
سامح كهرمان ومرجان لؤلؤة الصباح وطلبا منها ألا تفكر في هذه الخرافات مجددًا لأنها جميلة بالرغم من بشرتها السمراء ، ولا يجب عليها أن تفكر في تغييرها لأنها من صنع الله ، اقتنعت لؤلؤة الصباح وعادت لحياتها السعيدة