عاد قاسم وولده عاصم من السوق ، بعد أن ربحت تجارتهم كثيراً فقال عاصم : لقد بعنا الكثير من بضائعنا اليوم يا أبي وربحنا الكثير من المال ، فرد قاسم وقال له : بالفعل يا بني الحمد لله ، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً ، هيا أسرع وأدخل بقية البضائع داخل الدار
وحمل قاسم وولده عاصم ما تبقى وأدخلاه المنزل ، وأخبر عاصم والدته بنجاح يومهم في السوق وربح مال وفير ، واقترحت عليهم بأن يبحثوا عن قطعة أرض ، تصلح لبناء دار كبير يجمعهم معًا ويقوموا بشرائها
وفرح قاسم باقتراح زوجته ووعدها في الغد سيخرج ، للبحث عن قطعة أرض وبالفعل في صباح اليوم التالي ، خرج قاسم للبحث عن قطعة أرض وطاف كثيراً ولم يجد ، وفي طريقه للعودة إلى المنزل ، صادف صديقه وقال له : أيها الرجل الكريم لقد تعبت من كثرة البحث عن أرض تصلح لبناء دار لي فهل تعرف أحدأ يعرض أرضه للبيع ؟ ، فقال له صديقه : نعم فهناك أرض يملكها رجل طيب ، وأعلم أنه يريد بيعها
فتوجه قاسم لذلك الرجل الطيب ، واشترى منه قطعة الأرض وأعطى له ثمنها من النقود ،
وعاد عاصم ليخبر زوجته وولده عاصم عن شرائه للأرض ، وفرح عاصم ووالدته كثيرًا وقررًا الخروج لتجهيز الأرض وتنظيفها ، قبل أن يحضر البناءون ويشرعون في عملية البناء
وبينما قاسم يحفر في الأرض ، مستعملاً فأسه الحديدي وجد جرة من الفخار مدفونة في الأرض ، فأسرع بالحفر حولها ليتمكن من إخراجها ، وما إن أخرجها حتى وجدها جرة مملوءة بالذهب
فرح ولده عاصم كثيراً وقال لوالده : يا لنا من محظوظين ، فبتلك الجرة سنصبح أغنياء جداً
فقال قاسم : انتظر يا بني هذا المال ليس من حقنا ، فقال عاصم : كيف يكون ذلك يا أبي ، لقد قمنا بشراء الأرض بما فيها ، وهذه النقود من حقنا ، فقال الأب : لا يا بني هذه الجرة من حق من باع لنا الأرض ، ومن الأمانة أن نعيد إليه تلك الجرة كاملة بما تحتويه من ذهب
وحمل قاسم جرة الذهب وعاد بها إلى الرجل الذى باع له أرضه ، وأخبره أنه وجد في أرضه جرة مدفونة مملوءة بالذهب وطلب منه أخذها ، فقال الرجل : لا إنها ليست من حقي بل هى من حقك أنت ، لأنني قد بعت لك الأرض بما فيها ، فرد قاسم : لا أنا قد اشتريت الأرض ، ولم أشتري جرة الذهب فهذا ملكاً لك فخذه فهو حلال لك ، فقال الرجل : لا لن آخذه ابداً ، فأنني أخشى أن لا يكون من حقي ، فيحاسبني الله عليه
ودار جدال بينهما حول أحقية جرة الذهب ، فقررا الذهاب إلى القاضي ليحكم بينهما قال قاسم للقاضي : سيدي القاضي هذا الرجل باعني أرضه ، فوجدت فيها جرة من الذهب فأعدتها إليه ورفض أن يأخذها
فرد الرجل : سيدي القاضي لقد بعته الأرض بما فيها ، وهذه الجرعة ليست من حقي
فقال القاضي وقد علم أن الرجل الطيب لديه ابنة في عمر الزواج ، وأن قاسم لديه فتى شاب يدعى عاصم : إذن زوج ابنك لأبنته ، وانفقوا جميعكم من الذهب ، ولا تنسوا أن تتصدقوا على الفقراء ، فقال قاسم : بارك الله فيك أيها القاضي الحكيم العادل
قصة مستوحاة عن :
قصة رواها أبي هريرة رضي الله عن حديث رسول الله صلّ الله عليه وسلم وتم صياغتها بصورة مبسطة وفي شكل حواري لترسخ بذهن الطفل