كان حاتم فتى في العاشرة من عمره ، وذات يوم خرج والده ووالدته لزيارة أحد الأصدقاء المرضى ، وقد أوصاه والده باستغلال الوقت في المذاكرة ، ومراجعة الدروس للاستعداد لامتحان الغد ، ووعدهم حاتم بتنفيذ طلبهم
وما أن خرج والد حاتم ووالدته من المنزل ، حتى أسرع حاتم وأمسك بهاتفه ، واتصل بصديقه عمر وطلب منه الحضور إلى المنزل للمذاكرة معه ، فرحب عمر بدعوة صديقه حاتم للمذاكرة معه ، وطلب من والدته السماح لها بالمذاكرة مع صديقه حاتم ، فأذنت له بذلك ودعت الله أن يوفقهما
خرج عمر متجهاً إلى منزل صديقه حاتم ، وما أن وصل هناك حتى وجد صديقه حاتم قد أخرج بعض ألعابه ومنهم دراجته الهوائية والكرة الخاصة به ، وعرض على صديقه اللعب معه بالكرة ثم الدراجة الهوائية
ولكن عمر رفض اللعب وذكره بامتحان الغد ، وأن عليهما المذاكرة ومراجعة الدروس ، ولكن حاتم أخبره أنه سيلعب معه ساعة فقط ، ثم يراجعا دروسهما فوافق عمر على اقتراح حاتم ، وظلا يلعبان بالكرة داخل المنزل
وفجأة أصابت الكرة قفص الببغاء ، فأنفتح بابه وطار الببغاء ، فلحق به حاتم محاولاً الإمساك به لإعادته في القفص ، ولكن ظل الببغاء يطير من مكان لآخر ، وكانا حاتم وعمر يركضان خلفه ، دون الاهتمام بأغراض المنزل
فتكسرت العديد من الأغراض ، ومنها حوض الأسماك ، وانسكبت المياه على الأرض ، وعمت الفوضى منزل حاتم ، وبعد ساعات قليلة عاد والد حاتم ووالدته إلى المنزل ، وقد وجودوا المنزل وقد عمت فيه الفوضى ، والأغراض المكسورة وماتت الأسماك فور خروجها من الماء ، وطار الببغاء من النافذة
فسأل والد حاتم وقال له : هل هاجمك لصوص ، أثناء غيابنا يا حاتم ؟ ، فرد حاتم : بلى يا أبي ، فقال له : أذن ماذا حدث؟
فرد حاتم كاذباً وقال : إنه طارق ابن جارنا ، لقد قذف الكرة من النافذة ، فاصطدمت بآنية الزرع وأسقطتها على حوض الأسماك ، فانسكب كل ما به من ماء ومات السمك ، ثم قذفها مرة أخرى على الثرايا ، فسقطت على قفص الببغاء فأنفتح بابه فطار الببغاء المسكين ، وهرب من النافذة
خرج والد حاتم من المنزل ، وهو غاضباً وتوجه إلى منزل طارق ابن الجيران ، ولكن طارق أقسم له أنه لم يفعل ذلك ، ولم يلعب بالكرة اليوم فعاد ، والد حاتم إليه وأخبره عن قسم طارق صديقه ، وأنه لن يغادر المنزل منذ عودته من المدرسة
فقال حاتم مكملاً في كذبه : لقد تذكرت يا أبي ، أن من قذف الكرة هو سعيد ابن حارس العمارة ، فخرج والده إلى الحارس فأمسك الحارس بولده سعيد ، وضربة بعنف شديد وظل سعيد يبكي ، وأخبر والده أنه لم يفعل ذلك
علمت أخت حاتم بكذبه فاقتربت نحوه ، وهمست في أذنه وطلبت منه أن يقول الحقيقة لأن الصدق منجي ، ولكن حاتم أخبرها أنه يخشى قول الحقيقة ، لئلا يعاقبه والده ، فقالت له : لا بل أريد لك النجاة ، كما حدث مع الصحابة الثلاثة ، الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ، دون عذر ولم يكذبوا على رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، ولم يخترعون حجج كاذبة تبرر تخلفهم ، وكان الصدق سبب نجاتهم
فعاد حاتم إلى والده ، وأخبره الحقيقة وطلب منه السماح ، فأخبره والده عن أهمية قول الصدق أيا كانت العواقب ، لأن الكاذب يدخل النار والصادق يدخل الجنة