كان هناك ذات يوم خياطًا اسمه زقزوق يعيش مع زوجته في هناء ، وفي يوم خرج الخياط إلى دكانه وبينما هو جالس مر به رجلًا أحدب وجلس بجوار دكانه وأخذ يغني أغاني مبهجه ، فابتهج زقزوق من غناؤه وطلب منه أن يصحبه معه إلى المنزل ليغني له هو وزوجته
في المنزل قام زقزوق بإعداد الطعام للعرندس ، كان العرندس أثناء الأكل يقص على زقزوق وزوجته قصصًا فكاهية مسليه ، ولكنه كان يأكل بشره ويبتلع الطعام بسرعة ، وفجأة وقفت قطعة سمك في حلق العرندس فأختنق وظن زقزوق أنه مات
فخشي زقزوق أن تتهمه الشرطه بقتله ، فقالت له زوجته هيا نحمله إلى الطبيب ، وبالفعل حملاه واتجها إلى منزل الطبيب ، وطرقا الباب ففتح لهما الخادم ، فأخبراه أنهما يريدان رؤية الطبيب ، وتركا العرندس أمام منزل الطبيب وذهبا
نزل الطبيب ليرى من يطلبه فوجد العرندس ملقى أمام باب المنزل ، فخشي الطبيب أن تتهمه الشرطة بقتل العرندس ، فحمل الجثة ووضعها كأنها واقفة فوق سطح جاره التاجر ، عاد التاجر من الخارج في وقتًا متأخر فرأى شخصًا يقف فوق سطح داره ، فظن أنه سارق فأحضر عصاه الخشبية الكبيرة ، وتقدمنه وهوى بها على رأسه ، وقال له أنت إذن من يسرق مخازني وأنا كنت أتهم الفئران ، لكن العرندس لم يرد ، تفحص التاجر الجثة فوجده ميتًا ، فخشي أن تقبض عليه الشرطة لقتله العرندس
حمل التاجر الجثة وذهب بها إلى المسجد وقام بوضعها أمام باب المسجد ، وكان الوقت متأخرًا فلم يره أحد ، وانصرف التاجر فورًا ، عند الفجر خرج المؤذن من بيته متوجها إلى المسجد ، وكان المؤذن ضعيف النظر ، فداس على جثة العرندس فتدحرجت الجثة باتجاهه ، فخشي المؤذن أن يكون لصًا ، فأنهال عليه بالضرب وأخذ يصرخ ليستدعي الشرطه
حضر رجل الشرطة ليجد أن العرندس قد مات فظن أن المؤذن قد قتله ، فاصطحبه إلى السجن ليمثل أمام القاضي ، فحكم القاضي عليه بالإعدام شنقًا ، واستدعى القاضي الناس ليشهدوا على إعدام المؤذن
سمع التاجر القصة وخاف أن يقتل المؤذن ظلمًا ، فتوجه على الفور إلى القاضي قبل تنفيذ الحكم في المؤذن وأخبر القاضي بما حدث ، فأخلى القاضي سبيل المؤذن وإعدام التاجر ، وانتشر خبر الحكم بإعدام التاجر في المدينة فلما سمع الطبيب بالخبر ، خاف أن يقتل التاجر ظلمًا ، فتوجه على الفور إلى القاضي وأخبره بما حدث ، تعجب القاضي وأمر بتبرئة التاجر وإخلاء سبيله ، والحكم بإعدام الطبيب بدلًا منه
وأذاع القاضي في المدينة خبر الحكم بإعدام الطبيب ، فلم سمع الخياط زقزوق عرف أن الطبيب متهم بقتل العرندس ، وخشي أن يتم إعدامه ظلمًا ، عى الفور توجه التاجر إلى القاضي فتعجب القاضي من تلك الحكاية العجيبة
وأمر بحبس الخياط حتى حين وقد تعجب من شجاعته وشجاعة التاجر والطبيب ، وأرسل إلى السلطان يخبره بما حدث ليستشيره في أمر الخياط ، حين علم السلطان بالأمر توجه إلى المحكمة ومعه الوزير ، وكانت جثة العرندس مازالت ممدة داخل المحكمة ، فنظر إليها الوزير ، وقال لهم هذا الأحدب مازال حيًا ، فتعجب الجميع
لكم الوزير العرندس لكمة قوية بظهره فخرجت قطعة السمك من حلقه وأفاق من غيبوبته ، فابتهج الجميع ، وفرح السلطان بتلك الخاتمة وأعجب بشجاعة المتهمين ، واتخذ العرندس نديمًا له منذ ذلك اليوم