حدثت الكثير من الكوارث الطبيعية حول العالم ، وتُعد مجاعة البنغال 1770واحدة من الكوارث التي حدثت خلال عامي 1769م و 1773م ، ووقعت في منطقة تُعرف باسم البنغال ؛ وكانت خاضعة آنذاك لحكم شركة الهند الشرقية البريطانية ، وقد كانت للمجاعة تأثيرات سلبية على سهل نهر الجانح الذي يقع في الهند .
وتشمل منطقة البنغال بنغلاديش وغرب البنغال ؛ وأجزاء من بعض المناطق الأخرى منها بيهار وأوريسيا وأسام ، تمكنت شركة الهند الشرقية البريطانية من الحصول على مدينة كلكتا كمنحة من الأمير المغولي شاه شوجا ؛ حيث أن الشركة كانت تُعد كرافد أساسي للمغول ، كما حصلت الشركة خلال القرن الثامن عشر على الحقوق التجارية الحصرية داخل الإقليم ؛ واستطاعت أن تحصل على السلطة داخل منطقة البنغال .
وقد وقعت الكارثة الكبرى في بعض المناطق التابعة للبنغال ؛ حيث أُصيبت بالمجاعة ، وشملت تلك المناطق التي شهدت المجاعة الولايات الهندية الحديثة وهي البنغال الغربية وبيهار ، وامتدت جذور المجاعة لتصل إلى جهار خاند وأوريسيا ؛ وضمت أيضاً بنغلاديش .
تأثرت بعض المناطق بحدوث المجاعة بشكل كبير للغاية ، ومن بين تلك المناطق التي أُصيبت بالمصيبة الأعظم منطقة مرشد أباد الواقعة في البنغال ؛ ومنطقة بيربهوم ؛ وتشامباران ؛ وترهوت ؛ وبتياه .
حدثت انخفاضات جزئية في إنتاج المحاصيل الزراعية ؛ وكان ذلك الأمر اعتيادياً خلال عام 1768م ؛ ونتج عن ذلك زيادة في سوء الأحوال خلال أواخر العام 1769م ؛ حيث حدثت حالة من الجفاف الحاد ، وكانت هناك العديد من النداءات الاستغاثية من المناطق الموجودة بالريف ، ولكن المسئولين في الشركة كانوا يتجاهلون تلك الاستغاثات ؛ إلى أن وقعت الكارثة التي أطاحت بحياة الملايين من المواطنين .
حدثت المجاعة في بداية عام 1770م ، وكانت أعداد الوفيات في تزايد مستمر بحلول منتصف ذلك العام ، وفيما بعد حدث هطول للأمطار التي أدت إلى حصاد بعض المحاصيل الكافية ؛ والتي أدت إلى التخفيف من حدة تلك المجاعة ، ولكن لم يستمر الوضع هكذا ؛ بل حدثت حالات عجز أخرى خلال السنوات التي أتت بعد التخفيف من المجاعة ؛ وأدى ذلك إلى زيادة أعداد الوفيات بشكل كبير ؛ وقد بلغت أعداد الوفيات إلى عشرة ملايين نسمة ؛ وهو ما يقرب من ثلث السكان بتلك المنطقة التي أصابتها المجاعة .
حاول المواطنون إنقاذ حياتهم من تلك المجاعة ؛ فقام الكثيرون بالهجرة إلى الغابات ؛ وكانوا يشكلون جماعات مهاجرة تبحث عن الطعام ، وتم هجر مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة ؛ حيث أن الكثيرين ممن هاجروا بلادهم لم يتمكنوا من العودة مرة أخرى إلى أوطانهم لعشرات السنوات المتتالية ، وقد تولدّت عصابات الخارجين على القانون منذ عام 1772م في البنغال ، ولم يتم التمكن من السيطرة عليهم إلا من خلال إصدار إجراءات لمعاقبتهم خلال فترة الثمانينات من القرن الثامن عشر .
ومن الجدير بالذكر أن المجاعة قد حدثت بسبب سوء سياسات شركة الهند الشرقية البريطانية داخل البنغال ، وكانت الأهداف الأولى للشركة هي مضاعفة أرباحها ؛ مما جعلها تُزيد من نسبة فرض الضرائب على المحاصيل الزراعية من 10% إلى 50% ، وحينما اقترب حدوث المجاعة أعلنت الشركة أن الضرائب ستزيد خلال العام القادم بنسبة 10% إضافية ؛ دون النظر إلى استغاثات تلك المناطق .
وصل الاحتكار إلى تجارة الحبوب في الوقت الذي حدثت فيه المجاعة ؛ وذلك من خلال السياسة السائدة في الشركة ووكلائها ؛ دون أن تعمل الشركة على وضع أي مخطط من أجل توفير الحبوب الناقصة ، وبذلك كانت الشركة سبباً رئيسياً لوقوع مثل تلك المجاعة الضخمة .