انقرضت الديناصورات بمختلف أنواعها منذ ملايين السنين ، ولم يتبقى منها سوى اسمها أو بعض صورها المرسومة ، ومع الاكتشافات العلمية الحديثة يتم اكتشاف هيكلها العظمي في بعض المناطق التي كانت تعيش بها ، ومن الغريب في الأمر أنه تم اكتشافها في القارة الأفريقية لأول مرة .
اكتشف فريق مصري من جامعة المنصورة مؤخراً حفريات لديناصور ضخم ، حيث سافر الباحثون لمسافة أربعمائة كيلو متر ؛ حيث محافظة الوادي الجديد التي تقع غرب مصر ، ونتج عن تلك الرحلة نجاحاً عظيماً حققه الفريق البحثي بعد معاناة من البحث دامت لأربعة أعوام .
اكتشف الباحثون حفريات لأحد الديناصورات الضخمة بواحة الداخلة ، ليُعتبر بذلك حدثاً تاريخياً غير مسبوق في مصر أو في إفريقيا بوجه عام ، وقد بدأت رحلة البحث عن الحفريات خلال عام 2013م ؛ حينما جاء قرار خوض رحلة البحث من قِبل الدكتور هشام سلام وهو أستاذ مساعد بقسم الجيولوجيا في كلية العلوم ؛ كما يشغل منصب مدير مركز الحفريات في جامعة المنصورة ؛ وهو المشرف العام على تلك الرحلة الاستكشافية .
اتخذ الدكتور هشام قرار البحث عن الحفريات بعد أن قام بإلقاء محاضرة عن الحفريات في جنوب الوادي عام 2013م ؛ مما جعله يقوم باصطحاب مجموعة من الطلاب إلى صحراء جنوب الوادي للبدء في رحلة البحث عن الحفريات .
وصل الفريق البحثي في بداية الأمر إلى قطعة من العظام الصغيرة ، وبعد الفحص لتلك القطعة العظمية ؛ علموا أنها تعود إلى بقايا واحداً من الديناصورات العملاقة ، وتحدث الدكتور هشام عن تلك التجربة قائلاً أنه كان يلقي محاضرة على بعض الطلاب الذين أصبحوا فيما بعد مدرسين مساعدين بالكلية ، ثم قرروا جميعاً خوض تجربة البحث في الصحراء ؛ والتي أثمرت عن اكتشاف تلك القطعة العظمية في بداية الأمر ؛ والتي كانت بمثابة النواة الأولى للاكتشاف الأكبر .
أكد الدكتور هشام أن كتشاف هيكل لديناصور عملاق هو من أبرز الاكتشافات التي حدثت خلال القرن الحادي والعشرين ، وعُرف هيكل الديناصور الذي تم اكتشافه باسم “منصوراسورس” نسبةً إلى اسم جامعة المنصورة ، وأعرب الدكتور هشام عن سعادته البالغة بهذا الاكتشاف بعد رحلة بحث دامت لأربع سنوات.
أوضح الدكتور هشام أن الهيكل المُكتشف للديناصور عبارة عن بعض أجزاء من الجمجمة ؛ والفك السفلي ؛ والفقرات الخلفية ؛ والعنق ؛ والكتف ؛ والضلوع ؛ والقدم الخلفية ؛ والقائمة الأمامية ، وأكد أنه تم فحص تلك العظام للتوصل إلى هوية ذلك الديناصور العملاق ، وتم اكتشاف أنه كان يعيش قبل حوالي 80 مليون عام بالقرب من شاطئ لأحد المحيطات القديمة ؛ والذي كان متواجداً قبل البحر المتوسط.
ويُعتبر ذلك الديناصور العملاق نوع من الديناصورات القليلة التي كانت تعيش خلال أخر 15 مليون سنة من العصور الخاصة بالديناصورات ، وأوضح الدكتور هشام أن ذلك الديناصور كان من فصيلة آكلي الأعشاب ، وكان ينتمي إلى عصر يُعرف باسم “العصر الطباشيري”.
وصل طول الديناصور العملاق المُكتشف إلى عشرة أمتار ، وبلغ وزنه 5.
5 طن ، وهو أحد أنواع الديناصورات التي تنتمي إلى فصيلة تُعرف باسم “تيتانوسورز” ، وكان ذلك النوع يحتوي على أكبر مجموعة من الحيوانات البرية التي كانت تعيش على سطح الأرض.
أوضح الدكتور هشام أيضاً أن الهيكل الذي تم اكتشافه يُعتبر من أكبر الحفريات التامة بين اي نوع من أنواع الفقاريات البرية داخل أفريقيا خلال أعوام مديدة جداً ؛ والتي وصلت إلى حوالي 30 مليون سنة قبل أن تنقرض الديناصورات منذ ملايين السنين.
كان فريق البحث مكون من الدكتور هشام المشرف العام ومعه أربعة من الطالبات المصريات ، وأصبح ذلك الاكتشاف يؤكد وجود عامل ربط بين قارتي أوروبا وأفريقيا خلال تلك الفترة التي كانت تعيش خلالها الديناصورات ؛ حيث قامت الحيوانات البرية بالهجرة بين القارتين.