قد يتبادر إلى ذهن البعض حينما يسمع كلمة عمى الألوان أو colou
lindness أن هذا يعني انعدام الرؤية ، ولكنه لا يعني سوى القصور في رؤية بعض الألوان ، وقد يكون بعضناً مصاباً به دون أن يدري ولكن هناك العديد من الاختبارات التي توضح درجة القصور أو الإصابة بهذا المرض .
تعريف عمى الألوان : يقصد به عدم استطاعة الفرد التمييز بين بعض الألوان التي يميزها الآخرون أو كلها ، وقد يتواجد هذا المرض إما بسبب العامل الوراثي أو نتيجة خلل في العين أو الدماغ الذي ينتج عند التعرض لبعض المواد الكيميائية ، ويعد السبب الأكثر شيوعاً لوجود هذا المرض هو الخطأ الوراثي في واحدة أو أكثر من المجموعات الثلاث لمخاريط الألوان في العين ، وهو عادة ما يصيب الذكور بنسبة أعلى من الإناث .
أما بالنسبة للشكل الأكثر شيوعاً في عمى الألوان فهو عمى الألوان الأحمر والأخضر ، ويليه عمى الألوان الأزرق والأصفر ثم عمى الألوان الكلي ، ويعد هذا المرض عائقاً في بعض البلدان فهو يزيد من صعوبات التعلم ، كما أنه قد يصعب من إمكانية الحصول على بعض الوظائف كوظيفة الطيار أو سائق القطار أو حتى إمكانية الالتحاق بالقوات المسلحة لأنه لا يوجد علاج لعمى الألوان ولكن بمساعدة بعض العدسات الخاصة يمكن تقليل حدة المشكلة .
قصة اكتشاف المرض : كان اكتشاف هذا المرض وليد الصدفة فقد اكتشفه العالم الكيميائي جون دالتون الذي ولد عام 1766م ببريطانيا ، وذلك حينما حلل إدراكه الذاتي للنور فقد كان مفتوناً بعلم النبات ، وظهرت المشكلة له حينما نظر إلى زهرة البرسيم زهرية اللون عندما قطفها ووجدها باللون الزهري الواضح ، ولكن حينما دخل بها إلى منزله ونظر لها ثانية بالقرب من ضوء الشمعة وجدها تتبدل بطريقة غريبة لتصبح صفراء اللون .
تأمل دالتون في تلك المشكلة وحاول أن يعرف إذا ما كانت خاصة به وحده ؟ لذا سأل بعض تلاميذه ووجد أن هناك 4 أو 5 فتيان يعانون من نفس المشكلة ، وتلك الحالة تعتبر هي الثانية في تصنيف عمى الألوان ، وأطلق عليها الدالتونية نسبة إلى دالتون ومازال هذا الاسم يطلق في فرنسا حتى الآن.
ويعد دالتون هو المكتشف الأول والدارس لهذا المرض ، وقد كان يظن أن سبب عماه اللوني هو وجود سائل أزرق اللون بداخل عينيه ، لذا طلب من الطبيب رانسوم أن يقوم بعد وفاته بتشريح إحدى عينية ليتأكد من صدق ظنه ، وبالفعل فعل رانسوم هذا ونفذ وصية دالتون ولكنه لم يجد في عينيه أي أثر للسائل الأزرق ، واعتقد رانسوم أن السبب في ذلك العمى هو نتيجة أمر نفسي بين الدماغ والعين .
تشخيص المرض : يتم تشخيص المرض ومعرفته بواسطة بعض الاختبارات وأشهرها اختبار ايشيهارا ، الذي يتألف من سلسلة من الصور التي تحتوي على بعض البقع الملونة ، وعادة ما يكون فيها واحداً أو أكثر من الأرقام العربية على هيئة بقع ملونة بلون مختلف يمكن رؤيتها بوضوح لدى الشخص السليم ، ولكن إذا كان هناك عيب معين في رؤية الأرقام فهذا يعني وجود خلل بصري .
ويستخدم هذا التشخيص في الغالب في تحديد قصور اللونين الأحمر والأخضر ، هناك أيضا العديد من الاختبارات الأخرى كذلك الذي تستخدمه البحرية الأمريكية والجيش الأمريكي ، ويسمى اختبار فانوسورث فانوس ويسمح هذا الاختبار لنسبة 30% من الذين يعانون من نقص في اللون باجتيازه ولكن شريطة ألا يكون عجزهم شديد .
علاج المرض : سبق أن أشرنا في البداية إلى أنه لا يوجد علاج جذري للتخلص من المرض ولكن الحل الوحيد هو استخدام العدسات اللاصقة في إحدى العينين والتي من شأنها أن تزيد من القدرة على التمييز بين تلك الألوان وتعويض النقص لدى المصاب .
كما أن هناك العديد من التطبيقات التي تم تطويرها لأجهزة الأي فون والأيباد والتي يمكنها عرض الألوان بصورة أفضل وذلك عن طريق تصحيح الصورة المأخوذة بواسطة الكاميرا وجعلها أوضح للشخص المصاب ، وكلها حلول بديلة للتخلص من مرض عمى الألوان .