يستمر سعي الإنسان للتوصل إلى كل ما هو جديد ومتطور كل يوم ؛ بل كل لحظة تمر في هذه الحياة يكون هناك العديد من التطورات التي تحدث بأماكن متفرقة من العالم ؛ حيث الاختراعات الجديدة والاكتشافات المستحدثة والصناعات التي لم تكن موجودة من قبل ، وهكذا تستمر مسيرة عطاء الإنسان في الحياة .
تُعتبر مدن الملاهي من أكثر الأماكن التي تتمتع بالرفاهية التي تروح عن النفوس ، ومن المعروف أن هذه المدن تعمل عن طريق استخدام الطاقة الكهربائية ؛ غير أن الجديد في الأمر أنه قد تم استحداث صناعة هذه المدن ليكون هناك أول مدينة بالعالم تعمل بلا كهرباء ؛ حيث تمكن مواطن إيطالي يُدعى “برونو فيرين” البالغ من العمر أكثر من 80 عاماً من صناعة هذه المدينة التي لا تعتمد في عملها على الكهرباء ، وقام بتسميتها مدينة “لونا بارك أي بيوبي” وتوجد في بلدة “نيرفيسا ديلا باتاليا” وهي بلدة صغيرة توجد بمقاطعة “تريفيزو” بشمال إيطاليا .
تقع مدينة الملاهي بين أشجار “بوسكو ديل مونتيلو” ، وتحتوي على 45 عامل من العوامل الجاذبة التي تستخدم القوة البدنية والجاذبية ، يعمل برونو فيرين كمدير لمطعم بمساعدة أسرته ، ويُعرف المطعم باسم” أوستيريا أي بيوبي” ، ويتم السماح بالدخول إلى الحديقة مجاناً بعد الحصول على وجبة داخل هذا المطعم .
فكرة إنشاء هذه الملاهي : لقد استوحى برونو فيرين هذه الفكرة من الطبيعة الغنّاء التي تحيطه ؛ حيث الطيور التي تطير في السماء والفروع التي تتحرك على الأشجار والصخور التي تتدحرج على الأرض ، مما جعله يحدث نفسه بأنه ربما قد يستفيد من حركة هذه الأشياء من حوله ، ويقول أن فكرته قد نبعت من هذه الأشياء ، وقد أوضح أنها خطرت إليه فجأة ولا يعرف كيف وردته تلك الأفكار .
كان برونو فيرين قد تعلم في السابق أعمال اللحام ، وقد صنع لأول مرة في تاريخ عمله باللحام لوح حديدي ، وكان ذلك منذ أعوام طويلة تخطت الأربعين عاماً ، وقد ساعده ذلك على بناء المزيد من الأشياء الجاذبة حتى توصل إلى صناعة أرجوحة فيريس والسفينة الدوارة .
أكد برونو أن صناعة أرجوحة واحدة يستغرق عدة ساعات ، وقد تصل صناعة عوامل الجذب المعقدة إلى عدة أشهر ؛ كي تصبح صالحة للاستخدام ، ويبدو أن عنصر الجمال الأساسي بالحديقة هو أن كل ما بداخلها يعمل بطريقة يدوية حيث لا توجد أي مساعدات من محركات آلية ؛ وذلك لأن كله يعتمد على الجهد الذاتي من أجل اللعب أو تحريك اللعبة .
نالت مدينة الملاهي ومطعم أوستيريا أي بيوبي شهرة واسعة وأصبحت المدينة وجهة أساسية للمواطنين المحليين وللسياح أيضاً ؛ حيث ساعد برونوفيرين على تغيير النظرة العامة إلى الطبيعة سواء لدى الأطفال أو الكبار .