قصة اختراع جهاز كشف الكذب

منذ #قصص هل تعلم

الكذب هو أسوأ ما يمكن أن تكتشفه ، من صفات في شخص يتواجد معك في أي نطاق ، سواء أكان نطاق العمل أم الأسرة والأقارب ، فإنك إذا وجدت تلك الصفة السيئة ، يؤدي الأمر إلى فقدان ثقتك ، بهذا الشخص كما ستعاني ، من الكثير من المشاكل الاجتماعية ، والتي قد تصل إلى مشاكل قضائية في النهاية ، إذا ما كان الشخص الكاذب ، يتصف بالإجرام أيضاً مما عرّض ، الكثيرون لمواقف سيئة اضطروا فيها ، لإيجاد وسائل بديلة للتعرف على الشخص الكاذب ، ومحاولة الإيقاع به وقد يكون هذا الأمر ، هو السبب في اختراع جهاز كشف الكذب .

يُعد اختراع جهاز الكذب ثورة في عالم العلم ، والتقنيات الحديثة التي أضافت الكثير ، إلى عالم الجريمة والتحقيقات ، حيث مكّن رجال التحقيقات في إزاحة الغموض ، عن بعض القضايا التي تورط فيها الكثير من الناس ، الذين سعوا لإخفاء الحقائق من خلال الكذب ، فكان جهاز كشف الكذب بمثابة ، طوق النجاة وتقريب وجهات النظر بالنسبة لرجال التحقيق في العديد من الجرائم ، والقضايا ولكن هل هو جهاز فاعل ، أم عليه بعض المآخذ أيضاً ؟ تاريخ الاختراع : يعرف جهاز كشف الكذب باسم البوليجراف ، وهو الاسم العلمي للجهاز ، وقد تم اختراعه عام 1921م على يد الطالب جون أوغستوس لارسون الدارس بكلية الطب ، في جامعة كاليفورنيا ، وكانت فكرة جون تقوم على أساس أن من يكذب يتغير معدل ضغط الدم في جسده كلياً ، ومن هنا يمكن التعرف على الكاذب أو الصادق ، من خلال هذا الجهاز الذي يكشف عن التغيرات التي تحدث في ضغط الدم ، أثناء استخدامه .

فتح هذا الجهاز العبقري المجال ، أمام رجال الشرطة لاستخدامه ، عندما تم تعميمه عام 1924م ، ولكنه على الرغم من هذا الاستخدام الموسع ، لاقى الكثير من الاعتراضات على فكرته ، وأنه لا يمكن الاعتماد على نتائجه ، عندما نكون بصدد الكشف عن قاتل أو مجرم في قضية خطرة .

طريقة عمل الجهاز : يعمل جهاز البوليجراف عن طريق ، طرح السؤال على الشخص المراد معرفة ، صدقه أو مدى كذبه باستخدام الجهاز ، حيث يتم تسجيل ردة فعل جسده أثناء طرح السؤال ، وتستند النظرية هنا على أن الشخص الذي يكذب ، يولد جسده قدراً من التوتر يمكنه أن يحدث ، بعض التغيرات اللاإرادية في جسد الإنسان ، كردة فعل للسؤال المطروح ، وهنا تقوم أجهزة الاستشعار الدقيقة في جهاز البوليجراف ، بتسجيل وقياس معدلات التنفس وضغط الدم والنبض ، وكذلك التعرّق .

ويستمر المحقق في طرح الأسئلة ، على نفس الشخص بطريقة تستدعي تفكيره بشكل كبير ، فيسأله عن تفكيره من قبل في ارتكاب الجريمة ، أو هل فكر من قبل في قتل شخص محدد ، وهكذا حتى تقوم الأقلام بتسجيل ردود الفعل الجسدية ، على هيئة رسم بياني يتم تفريغه في النهاية ، عقب أن يصل المحقق للسؤال النهائي ، وهو الذي يُطرح بشكل مباشر ، مثل هل أنت من قتل هذا الشخص ؟ ويجب أن تصل عملية طرح الأسئلة لحوالي ساعتين دون فواصل من أجل الحصول على أفضل النتائج .

مصداقية الجهاز : بالطبع هذا الجهاز لاقى هجوماً من البعض ، وهو بالفعل لا يمكن أن يعوّل عليه في تحديد صدق الشخص أو كذبه ، فالأدلة المادية هي خير دليل ، في حين هذا الاختبار قد لا يعطي نتائج دقيقة ، إذا ما كان الشخص الخاضع له يتحكم في ردة فعله بشكل ثابت .

ولعل هذا ما حدث من قبل ، مع أحد القتلة ويدعى جاري ريدجواي ، والذي قد اتُهم بقتل 46 امرأة في عام 1987م ، إلا أن جهاز البوليجراف لم ينجح في كشف كذبته ، وثبتت الجرائم عليه بالأدلة والبراهين الملموسة ! بينما اختلف الأمر مع شخص آخر ، كشف الجاهز أنه كاذب ، في حين ثبتت براءته بالتحقيقات فيما بعد ، ومازال الجهاز قيد التطوير ، حتى يمكن الاستفادة من قدرته أيضاً في الكشف عن كذب بعض الأشخاص .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك