تعد روسيا مستودعاً لكل ما هو غامض ، على مستوى العالم أجمع ، نظراً لانتقالها من امبراطورية ترتع في غياهب القرون الوسطى إلى ديكتاتورية منغلقة على نفسها ، في حين انفتح العالم كله بعضه على بعض ، إلا أن روسيا وإثر سقوط الاتحاد السوفيتي ، بدأت بعض أسرارها وألغازها في الطفو على السطح ، وسلطت عليها وسائل الإعلام عدساتها .
غنيمة نابليون : عقب مرور اثني عشر عاماً على حملة بونابرت الفرنسية ، ضد روسيا في عام 1812م ، قام أحد الجنرالات الفرنسيين بكتابة مذكراته ، وتحدث من خلالها عن العديد من الكنوز التي استطاعوا أن يسرقونها من مبنى الكرملين القابع في موسكو ، وبعض الكنائس العريقة الضخمة ، ومنازل النبلاء من الروس واتجهوا بعدها نحو الشرق .
أثناء انتقالهم إلى الوجهة الجديدة ، أقر الجنرال بأن تلك الغنائم الثمينة من مجوهرات وأشياء ذهبية ثمينة ، تم نقلها بواسطة عربات متسلسلة ، إلا أن هجمات الجيش الروسي إلى جانب طقس روسيا القيصرية البارد ، ساعدوا على تخلي القادة الفرنسيين ، عن تلك الغنائم الثمينة ، حتى لا تثقل حركتهم ويستطيعوا صد تلك الهجمات والنجاة بحياتهم .
وذكر الجنرال الفرنسي أنهم من أجل التخلص من الكنوز ، قاموا بإلقائها في بحيرة سمولينسك ، وأغرقوها كلها حتى لا يستطيع الروس الحصول عليها مجدداً ، وهذا الحديث توافق تماماً مع ما كتبه الكاتب الاسكتلندي والتر سكوت ، عندما تحدث ودوّن عن السيرة الذاتية لنابليون بونابرت فيما بعد .
وخلال قرنين من الزمان ، قامت العديد من فرق الغوص ، بالبحث في قاع البحيرة المذكورة ، إلا أنهم لم يستطيعوا التوصل إلى شيء ، سوى أنهم بعد تحليل المياه ، اكتشفوا بها تركيزاً عالياً من الفضة والذهب ! كنز ستيبان رازين (روبن هود الروسي) : ستيبان رازين هو أحد الفلاحين الروس ، الذين نقموا وثاروا على النبلاء والإقطاعيين من الروس عام 1670م ، وهنا تحول رازين ومعه مجموعة من المتمردين الآخرين ، إلى قطع الطرق وسلب الكنائس ، وسرقة أموال النبلاء ومنازلهم ومثلهم رجال الدولة أيضاً .
خلال الفترة التي عمل فيها رازين بهذا الشكل ، استطاع أن يجمع ثروة ثمينة وكنوزاً ضخمة ، وصفها البعض بأنها تكاد تبلغ حجم مركب نهري كبير الحجم ، ولكن ألقى رجال الدولة القيصرية القبض على رازين وشقيقه فرول ، وبدؤوا في تعذيبهما في محاولة منهم للكشف عن تلك الكنوز المهربة ، والتي تم إخفائها بعناية .
استمر التعذيب طويلاً ورازين صامت تماماً ، ولم يفصح أين خبأ كنوزه ، في حين ضعف فرول في لحظة وضع السياف ، السيف على عنق شقيقه رازين ، من أجل قطعه فصاح فرول أنه يعرف مكان الكنز ، ولكن رازين صاح به (اخرس) ، وكانت تلك هي آخر كلمة نطق بها رازين قبل إعدامه بقطع رأسه .
ظل فرول يخرج برفقة رجال الدولة القيصرية ، في محاولة منه لإيجاد الكنز المفقود ، ولكنه كان يفشل في كل مرة في العثور عليه ، ولم يساعده هذا في تخطي مرحلة الإعدام ، وتم إعدامه في النهاية .
وعلى مدار القرون التالية لهذا الحدث ، ظهرت علامات أشارت إلى عثور البعض على تلك الكنوز ، منهم النقيب ستالين إبان معركة ستالين ، والذي روى في مذكراته ، أن جنوده قد استطاعوا العثور على كميات رهيبة من الذهب والفضة الثمينة ، ولكنهم لم يستطيعوا حملها ، نظراً لما تعرضوا له من قصف على يد الألمان ، مما أدى إلى انهيار ضفة النهر عليهم ، فاضطروا لمغادرة المكان من أجل النجاة بأرواحهم .