الدبابة هي أحد أشهر وأهم أسلحة الدفاع في الجيوش ، وهي عبارة عن سيارة قتالية مغلقة ، تم تصميمها من أجل إطلاق النيران على العدو ، دون التأثر بطلقات الرصاص المباشرة ، وتتكون من مدفع طويل وبعض الأسلحة المساندة من رشاشات رئيسة وثانوية .
ويقال بأن أول فكرة حقيقية للدبابة تم توثيقها من إحدى رسومات الفنان ليوناردو دافنشي ، حيث رسم مركبات مدججة بالأسلحة تسير وفوقها الجنود ، أما الاختراع نفسه ، فقد اختلف البعض بشأنه حيث روى الانجليز أن السير إرنست سوينتون هو أول مخترع للدبابة عام 1914م ، بينما ذكر الفرنسيون بأن يان بابتستي استيان ، هو المخترع الأصلي لها في نفس العام ، وكان الهدف منها هو تحقيق الانتصار ، إبان فترة الحرب العالمية الأولى .
الدبابات عبر التاريخ : تعد الدبابة أهم الأسلحة التي تهتم بها الجيوش على أرض المعارك ، ومازالت الدبابة مصدراً للقوة العسكرية بين الجيوش على مستوى العالم ، إلا أن الدبابات تواجه حالياً ، قلة في الاستخدام بعض الشيء ، نتيجة استخدام الأسلحة المضادة للدبابات ، وتعرف الدبابة بأنها درع الجيش .
وكان الانجليز هم أول من قام بتنفيذ هذا الاختراع ، حيث استخدموها لأول مرة في كامبري ، ثم تم استخدموها إبان الحرب العالمية الأولى ضد الجانب الألماني ، وذلك في معركة أمينس عام 1918م ، والتي كان من نصيبها استخدام أكثر من 324 دبابة ، حتى أن هذا اليوم نال لقب اليوم الأسود في التاريخ الألماني .
ويمكن أن نعزي تفوق الحلفاء بالحرب العالمية الأولى بسبب استخدامهم للدبابات ، حيث استطاعت أربعة دبابات نقل احتياجات كان يستخدم في نقلها أكثر من ألف ومائتي جندياً ، وبهذا تأكد الخبراء العسكريون أن الدبابات ، لها شأن عظيم في قلب موازين الحروب .
عقب ذلك اتجه الأمريكيون ، إلى صناعة دبابة خاصة بهم ، وتختلف في الإمكانيات عن الدبابة الانجليزية ، وكان الاختلاف الواضح هو وجود المدفع ، أعلى الدبابة مما جعلها تتمكن ، من إطلاق النيران في أكثر من اتجاه بعكس الدبابة الانجليزية .
وعلى الرغم من هذا التطور الذي تم إلحاقه ، بالدبابة الأمريكية إلا أنها كانت بطيئة مقارنة بالدبابة الانجليزية ، وتلا ذلك تطوير الألمان لإحدى العربات المصفحة ، والتي لم تكن دبابة بالمعنى المفهوم لها ، وإنما كانت تقي الجنود الألمان ، من الطلقات الخفيفة وليس ضربات المدفعية بالطبع .
ومن الملفت هنا أن القادة الألمان ، لم يقتنعوا بالدبابات كسلاح ، فلم يتجهوا إلى تنفيذ الفكرة أو تطويرها ، وكانت الحرب العالمية الأولى ، على وشك الانتهاء بالفعل آنذاك ، وأثناء نهاية الحرب العالمية الأولى وكطبيعية انجليزية ظل الانجليز يتفاخرون بقدرتهم على ابتكار سلاح الدبابات وتوقفوا كعادتهم عن تطوير هذا السلاح بعد ذلك .
ولكن الألمان وبمجرد وصول هتلر إلى الحكم ، وتولية بعض القادة الصغار للشئون العسكرية ، قرروا عدم الاعتماد على الأسلحة التقليدية ، وقرروا الاعتماد على ما أسموه الحرب الخاطفة ، والتي ترتكز في الأساس على الأسلحة التي من شأنها ، توفير المرونة والحركة للجنود ، وكانت من بينها الدبابات والطائرات .
وكان تكوين الحرب الخاطفة عبارة عن رأس حربة من الدبابات والمشاة المحملة داخل سيارات مدرعة ، بدعم من عدد من القوات الجوية ، من أجل اختراق حصون العدو ودفاعاته ، ما ابتكرته ألمانيا من طريقة إبان الحرب الخاطفة دفع مصممي الدبابات إلى تطويرها ، من أجل إتمام مهامها ، إلى جانب المرونة وخفة الحركة ، فظهرت الدبابة الألمانية بانزر1 وكانت بداية الإنطلاق لعالم الدبابات الحربية .