كان هناك مجموعة من السلاحف تعيش حياة سعيدة وهادئة في غابة صغيرة، كانت الغابة هادئة جداً لأن السلاحف الصغيرة كانت تتحرك وتعمل ببطء شديد في صمت وسكوت دون إحداث ضجة كبيرة، ووسط السلاحف كان هناك سلحفاة صغيرة تسمى السلحفاة سوسو، كانت تخرج صباح كل يوم إلى الغابة الخضراء الجميلة تلعب بين الوديان المجاورة لمنزلها، وفي يوم من الأيام بينما السلحفاة سوسو تلهو وتلعب رأت أرنباً صغيراً يقفز بخفة ونشاط شديد وينبطح في حرية ورشاقة رائعة .
شعرت السلحفاة سوسو بالغيرة الشديدة والحسرة وهي تفكر في نفسها :
ليتني أستطيع التحرك والقفز بهذه الخفة والمهارة التي يقفز بها الأرنب الصغير، ولكن بيتي الثقيل الذي احمله على ظهري طوال الوقت هو السبب في ثقل جسدي، وهو الذي يمنعني من القفز واللعب بحرية وإنطلاق، ليتني استطيع التخلص من هذا البيت السئ .
وعلى هذه الحال عادت السلحفاة سوسو إلى منزلها حزينة وبدأت تشكو إلى امها ما رأت، وأخبرتها أن تتمنى أن تنزع بيتها عن جسمها، فقالت الأم : يا سوسو هذه فكرة سخيفة وخاطئة، فنحن لا يمكننا أن نعيش دون منزلنا هذا على ظهورنا، لأنه يحمينا من الأشرار ومن البرودة والحراراة وجميع الأخطار، وقد خلقنا الله عز وجل هكذا، قالت سوسو في غضب : ولكنني بدون هذا البيت المزعج سوف أكون رشيقة وجميلاً مثل الأرنب وأعيش حياة عادية مسلية مليئة باللعب والاستمتاع، ردت الأم : أنت مخطئة يا سوسو فهذه هي حياتنا التي منحنا الله تعالى إياها ولن نستطيع أبداً أن نغيرها .
لم تقتنع سوسو كثيراً بكلام والدتها وقد قررت في نفسها أن تقوم بنزع هذا البيت المزعج عن جسدها بالقوة، حشرت نفسها بين شجرتين متقارتين وتمكنت بالفعل من نزع منزلها عن جسدها، فانكشف ظهرها الرقيق والناعم، فرحت سوسو كثيراً وشرعت بالخفة والرشاقة وحاولت تقليد الأرنب الصغير، فبدأت تقفز وتلعب ولكنها وقعت على الأرض وشعرت بألم الشديد ولم تستطع القيام، وبعد قليل بدأت الحشرات تقترب منها وتقف على جسمها الرقيق الناعم، فإزداد ألم السلحفاه سوسو وتمنت أن تتمكن من استعادة منزلها الذي يحميها من كل هذا، وتذكرت نصيحة والدتها ولكن بعد فوات الأوان .