بأحد الأزمنة القديمة، كان هناك حاكم فطن يتسم برجاحة عقله وتدبره بجميع أحوال مملكته، وذات يوم قام بحيلة ذكية ليعطي جميع من بمملكته درساً؛ إذ أمر أتباعه بوضع صخرة هائلة بمنتصف الطريق الرئيسي لتسده، وأمر أحد الكُتاب بالاختباء خلف شجرة ضخمة بجوار الصخرة الموضوعة، وقيامه بتدوين تصرفات كل من يمر بهذه الصخرة خلال يومين، ففي اليوم الأول مر تاجر مشهور جداً بكافة الأرجاء، وعندما وجد التاجر الصخرة انزعج كثيراً وأخذ يصيح عالياً مهدداً ومتوعداً بأنه سوف يُعاقب الفاعل إثر فعلته الحمقاء، ورجع عن طريقه مبتعداً عنها، فضحك الكاتب من تصرفه الأحمق لأنه لو علم أن الحاكم سيعلم بفعلته لما قال شيئا يندم عليه؛ وبنهاية اليوم الأول مر رجل يعمل بالبناء، وعندما اعترضت الصخرة طريقه، لعن حظه العسر، وأيضا رجع عن طريقه وابتعد عن الصخرة،
وفي بداية اليوم الثاني مر ثلاثة من الأصدقاء اليافعين، فوجدوا الصخرة تسد الطريق، كل ما بدر منهم من فعل أن سخروا من نظام مملكتهم وأيضا رجعوا عن طريقهم متخذين طريقاً سهلاً آخر؛ وبنهاية نهار اليوم الثاني مر فلاح فقير بالصخرة فتعجب من وضعيتها بمنتصف الطريق بدون أن يتفوه بكلمة واحدة، وعمد إلى إزالتها عن الطريق حتى لا يتأذى أحداً، ولكنها من سوء حظه ثقيلة جداً، ولكن لم يصيبه الإحباط وأسرع بطلب مساعدة أحد المارة، فتمكنوا من إزالتها ثم رحل المار، وبقي الفلاح لينظف مكان الصخرة بعد إزالتها، وأثناء عمله وجد بمكان الصخرة صندوقاً موضوعاً بأسفلها به الكثير من القطع الذهبية، كما وجد لوحة مكتوبة بماء الذهب : موضحاً أن الصندوق وما بداخله هو حق لمن يُزيل الصخرة عن مكانها، إذ أنه يحمل صفات الشخص الإيجابي الذي يسعى لمصلحة غيره.