كان يوم الجمعة لما استيقظت الأم كعادتها اليومية عندما سمعت آذان صلاة الفجر وأيقظت جميع أولادها لكي يلحقوا صلاة الفجر في المسجد، وبعد خروج الأولاد للصلاة وبعد أن فرغت الأم من الوضوء وصلت لربها ودعت أن يكون الخير من نصيبها هي وأسرتها ولا ترى في أي ولد من أولادها أي شر أو سوء
أسرعت الأم وتوجهت بسرعة للمطبخ واعدت الفطور اللذيذ لكل أفراد أسرتها الحبيبة وفي نفس الوقت بعد أن انتهى أولادها من الصلاة في المسجد اسرع اكبر الأبناء لشراء الخبز له ولجمع أفراد أسرته لكي يتناولوا الفطور في المنزل، ركض باقي الأبناء وهم ثلاثة ذكور وبنت صغيره عمرها عامين للبيت لكي يكملوا نومهم بعد أن يتناولوا طعام الفطور أولاً
تأخر اكبر الأبناء لما كان يشتري الخبز ولما وصل سألته امه لماذا تأخر؟ فقال لها انه قابل صديق له وأطال ذلك الصديق الحديث معه وأن صديقه هذا كان يسأله عن أحواله ويخبره هو عن أحواله أيضاً
ولما انتهى الابن من كلامه ع أمه، امرته امه أن ينادي أخوته لكي يتناولوا معاً طعام الفطور، وكانت الأم تخاف على أولادها وابنتها الصغيرة جداً فهي بنت وحيدة بعد أبناء ذكور
وبعد الفطور انشغل كل ولد من الأولاد في شيء يفعله فالكل له اهتماماته وهوايته التي تختلف عن باقي أخوته، وفجأة في ظل الصمت الرهيب الذي يملأ البيت بسبب سكوت الجميع لانشغالهم الشديد فيما يفعلونه ولتركيزهم العالي جداً فيما يفعلونه سمع الجميع الطفلة ذات العامين تقول وهي تبكي وتصرخ بصوت عالي وتقول أموت وتكررها أموت
فزع لجميع ولما سمعت الأم والأولاد ما تقول الطفلة الصغيرة مرة أخرى خاف وبكى الجميع لأنهم ظنوا أنها تقول أنها تموت، واحتضن الجميع بعضهم وبكوا وظلوا يبكون ويبكون
ولكن اكبر الأبناء قرر أن يخبر والده الذي كان في العمل ماذا يحدث مع أخته وبالفعل رد الأب وتكلم مع ابنه واخبره انه سيحضر في الحال وطلب منهم الذهاب بسرعة لأقرب مشفى لهم
ولما وصل الجميع للمستشفى ودخلت الطفلة غرفة الفحص في غرفة الطوارئ الموجودة في المستشفى انهارت الأم ولم تستطع الوقوف على قدميها والجميع يبكي والجميع يردد اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه وألام تردد اللهم اخلفني في مصيبتي وارزقني خيراً منها، والبنت ذات العامين تردد دون توقف أموت أموت أموت
وفجأة توقفت الطفلة عن الكلام فأسرع الجميع واقتحموا غرفة الطوارئ التي يتم فيها الفحص على الطفلة، والجميع ينظر وينتظر الخبر المفجع لكن الجميع صدموا لما وجدوا الطفلة تضحك والطبيب يحملها وتقول أموت وهي تضحك، وفي يدها تحمل ريموت كونترول
وفهم الجميع بعدها أنها كانت تقصد جهاز التحكم في التلفاز الريموت كونترول، وهي لأنها طفلة لا تجيد الكلام ولا تتقنه نهائياً لهذا تنطقه هكذا وتقول أموت وضحك الجميع لتسرعهم وعدم فهمهم لكلام الطفلة ولا مصطلحاتها البسيطة