كان هناك بائع أمين، ومحاسب صدوق كانا يعملان لدى رجل “المدير” يتسم بالغلظة في المعاملة وحب التسلط؛ كانا الرجلين يتمنيان فراق الرجل والبعد عنه، يدعوان الله في كل وقت وحين، وفي كل صلاة مكتوبة يقيمانها؛ وذات يوم قرر المدير الذهاب معهما لتناول وجبة الغداء بمطعم ما بالقرب من محل العمل، وبينما هم في طريقهم إذ جذب انتباههم رجل مجهول يبيع أشياء قديمة، فذهبوا إليه ثلاثتهم، وابتاعوا منه مصباحاً ذا شكل جميل وعتيق، ولكن التراب يملؤه من كل الجهات لدرجة أنه يُخفي مظهره الساحر؛ فقام البائع بمسح التراب عنه بإحدى يديه وإذا بجان عملاق يخرج من المصباح سائلاً كل منهم عن أمنية حياته ليحققها له؛ فأجابه البائع أولاً، وقال إني أرغب بمكان نائي تُحيط به الأنهار من الأربع جهات، به من الزرع والأشجار ما لذ وطاب، ويتمتع بمناظر طبيعية خلابة ساحرة للأنظار، فاستجاب الجني لطلبه وحققه بلمح البصر فاختفى البائع عن الأنظار؛
وأجاب المحاسب ثانياً ليرد على الجني ويخبره بأمنيته، فتمنى المحاسب أن يسكن بجزيرة بوسط البحار يملؤها نسيم الهواء، تكسوها الرمال الذهبية، مكان في غاية الجمال حيث يجد به الطمأنينة والسكينة وراحة البال، فحقق الجني للمحاسب أمنية حياته؛
فجاء الدور على المدير، فطلب المدير من الجني أن يجلب البائع والمحاسب بعد انتهاء فترة تناول الغداء إلى محل العمل، فيا له من غبي متسلط؟!